الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ (٩٢) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ (٩٣)
____________________________________
ثم روي عن أبي عبد الله عليهالسلام : «أنه بعث الله عليهم صيحة واحدة فماتوا» (١).
[٩٣] (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً) ولم يؤمنوا به وبرسالته (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) «غنى بالمكان» يعني : «أقام فيه» أي : كأن المكذبين لم يقيموا في دارهم أصلا ، حيث ذهبت أخبارهم وآثارهم (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً) عاد اللفظ تأكيدا (كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) فقد خسروا دينهم ودنياهم وآخرتهم ، وهذا في قبال قولهم : (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ).
[٩٤] (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ) شعيب ، أي أعرض عنهم ، إما قبل الهلاك ـ وتأخير هذه الجملة لما تقدم في قصة قوم صالح ـ وإما حين الهلاك إذ أخذهم العذاب (وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي) وجمع «رسالات» باعتبار كل رسالة من مختلف الشؤون (وَنَصَحْتُ لَكُمْ) بأن تتبعوني حتى تكونوا في أمن وسلامة (فَكَيْفَ آسى) أي أحزن (عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ) بعد أن قمت بواجب النصح والإرشاد. والمراد بالاستفهام «كيف» النفي ، أي : لا أحزن ، فإنهم استحقوا العقاب بإعراضهم واستكبارهم وتمرّدهم.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٣٨٣.