رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (١٢٢) قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (١٢٣) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ
____________________________________
[١٢٣] (رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) وإنما خصّوهما بالذكر ، بعد قولهم «رب العالمين» لأنهما دعيا إلى الإيمان بالله.
[١٢٤] (قالَ فِرْعَوْنُ) حين رأى إيمان السحرة : (آمَنْتُمْ بِهِ) أي بموسى عليهالسلام والاستفهام للتوبيخ والإنكار (قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) أي قبل أن تحصلوا على إذني ، فإنه كان يرى نفسه المستحق لأن يأذن بالإيمان ، وأن الإيمان بدون إذنه موجب للعقوبة (إِنَّ هذا) أي هذا الإيمان بهذه الكيفية (لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ) فإنه أراد أن يلبس على الناس أن إيمان السحرة ليس على علم واعتقاد ، وإنما عن تواطؤ من موسى والسحرة (لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها) أي صنعتم هذا المكر لأن تسودوا أنتم في البلاد ، وتخرجوا من المدينة أهلها ، والمراد بهم فرعون وملأه ، فإنه إذا جاءت سلطة جديدة ، تجبر أهل السلطة القديمة بالفرار وقاية لأنفسهم من السجن والقتل (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) أيها السحرة عاقبة أمركم وجزاء عملكم.
[١٢٥] (لَأُقَطِّعَنَ) بكل تأكيد (أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) أيها السحرة (مِنْ خِلافٍ) أي من كل شق طرفا ، كاليد اليمنى والرجل اليسرى ، أو بالعكس. وكانوا يعملون ذلك لبقاء التوازن في الجملة للجسد ، إذ لو كان القطع من طرف واحد ، لم يكن لذلك الطرف رجل يمشي بها ، ولا يد يتكئ بها على العصا (ثُمَ) بعد القطع (لَأُصَلِّبَنَّكُمْ)