وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (١٢٧) قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨)
____________________________________
بك (وَ) يذر (آلِهَتَكَ) جمع «إله» ، فقد كان يدّعي الربوبية ، وجعل لهم آلهة أيضا ، فكانوا يعبدون البقر والأصنام. وقد كان الاستفهام منهم تحريضا لفرعون ، حتى يقضي على موسى عليهالسلام (قالَ) فرعون في جوابهم : (سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ) أي سوف نكثر في أبناء قوم موسى القتل حتى لا يبقى منهم أحد يصلح للقتال والإفساد (وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) أي نستبقيهن أحياء للخدمة والاستمتاع إذلالا لهم ، وإماتة لكلماتهم (وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ) بيدنا القوة والجند والسلاح والملك فلا يتمكنون من مقاومتنا.
[١٢٩] قد كان فرعون يفعل ذلك ببني إسرائيل ، لما علم أن زوال ملكه بيد أحدهم ، ولما ظهر موسى عليهالسلام كفّ عن ذلك خوفا ، وبعد ما حثه قومه على الانتقام ، عزم على العودة إلى ما كان يفعله سابقا ، ولما علم بذلك بنو إسرائيل شكوا إلى موسى عليهالسلام ف (قالَ مُوسى) عليهالسلام (لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ) في دفع بلاء فرعون عن أنفسكم (وَاصْبِرُوا) على أذى فرعون أياما قليلة ، فلا ترجعوا عن دينكم ، ولا تظهروا الجزع (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ) تعالى (يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) أي ينقلها بإماتة السابقين أو إقصائهم ، ويجعلها في أيدي الآخرين ، كما أن الإرث كذلك في الجملة (وَالْعاقِبَةُ) الحسنة (لِلْمُتَّقِينَ) الذين يتقون الله تعالى ، فإنهم يجلبون بذلك خير الدنيا وسعادة الآخرة ، مع رضا الله سبحانه عنهم.