يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ
____________________________________
[٢] (يَسْئَلُونَكَ) يا رسول الله (عَنِ الْأَنْفالِ) هو جمع «نفل» بمعنى الزيادة ، والمراد هنا : الغنيمة ، وإنما سميت نفلا لأنها عطية وفضل من الله سبحانه للمسلمين ، وقد اختلف التفسير حول الأنفال ، والذي نعتقده بعد الجمع بين الآيات والروايات أن الأشياء التي ليست ملكا لأحد وغنائم دار الحرب تنقسم إلى قسمين :
الأول : الغنائم ؛ وهي تقسم إلى خمسة أقسام : قسم يسمى «الخمس» لله والرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. والأربعة الباقية للمقاتلين.
الثاني : الأنفال ؛ وهي ما سيأتي في الرواية ، وتكون لله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام ، وقد أبيحت في حال الغيبة لمن يتولى الأئمة عليهمالسلام ، أو لمطلق من حازها مؤمنا كان أو غير مؤمن. وظاهر سياق الآية أن المراد بالأنفال هنا هي مطلق الغنائم ، فإن السورة نزلت في وقعة بدر ، ولما هزم المسلمون الكفار ، انقسموا ثلاث فرق.
روى عبادة بن الصامت قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فشهدت معه بدرا فهزم الله تعالى العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون ، وأقبلت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يصيب العدو منه غرّة ، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها فليس لأحد فيها نصيب. وقال الذين خرجوا في طلب العدو : لستم بأحق منا نحن منعنا عنه العدو وهزمناهم. وقال الذين أحدقوا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خفنا أن يصيب العدو منه غرّة فاشتغلنا به. فنزلت