قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (١) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
____________________________________
وعلى هذا فتسمية هذا الشيء بالأنفال لزيادة الإمام بحصة دون سائر شركائه في الخمس.
(قُلِ) يا رسول الله في جواب السائلين عن الأنفال : (الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) ليس لأحد حتى يتنازع فيها ، وإذا كانت لله والرسول فلهما الخيار في أن يقسماها كيف شاءا (فَاتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه في التنازع وطلب ما ليس لكم (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) أي ما بينكم من الخصومة والمنازعة ، وإنما يؤتى بكلمة «ذات» لتشبيه الصلة التي بين الناس بأمر مجسّم فيما بينهم ، تشبيها للمعقول بالمحسوس (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) في الغنائم وغيرها (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) مصدقين للرسول فيما يأتيكم به من قبل الله سبحانه. قيل : إنه لما عرف المسلمين أنه لا حق لهم في الغنيمة وأنها لله والرسول ، قالوا : يا رسول الله سمعا وطاعة فاصنع ما شئت.
[٣] ثم ذكر سبحانه صفات المؤمنين الكاملين ليكون درسا للمسلمين في مستقبل حياتهم وليكون ميزانا يزن المسلم نفسه فيه فقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي اضطربت وخافت من عظمته ، وإن لم يكن خوفا من ذنب ، فإن الإنسان إذا علم أنه سيحضر محضرا كبيرا وعظيما ارتجف قلبه خوفا من الفشل (وَإِذا تُلِيَتْ) أي قرأت (عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ) الآيات (إِيماناً) فإن الإيمان ملكة في