وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥)
____________________________________
الكفر مما لا يتمكن معه من إظهار معالم الإسلام (وَجاهَدُوا مَعَكُمْ) ولو بنحو المعية المعنوية بأن كان جهادهم مع المؤمنين وفي جماعتهم (فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) في الأجر والثواب وخير الدنيا (وَأُولُوا الْأَرْحامِ) أي ذوو الأرحام والقرابة (بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) أي في حكم الله. وهذا أخص من الحكم الأول ، فالقريب المسلم الجامع للشرائط أولى بقريبه المسلم الجامع للشرائط من البعيد المسلم الجامع للشرائط في جميع الجهات التي منها الإرث. ويفهم من الآية أن الأقرب من الرحم أولى من الأبعد (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فما يذكره من الأحكام إنما هو حسب الحكمة والمصلحة ، لأنه يصدر عن علم واطلاع.
وفي بعض التفاسير : إن هذه الآية نسخت الآية السابقة (أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) فإن كان هناك دليل صحيح في الدين يدل على ذلك فهو ، وإلا فظاهر الآيتين غير متناف حتى نحتاج إلى القول بالنسخ ، والله العالم (١).
__________________
(١) راجع تفسير القمي : ج ١ ص ٢٨٠.