إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١١٦)
____________________________________
رسول الله إخواننا المؤمنون الذين ماتوا قبل الفرائض ما هي منزلتهم؟ فنزلت : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ ..) (١).
[١١٦] (إِنَ) المؤمن الذي يبيع نفسه لله قد ربح كل شيء ، وإن قطع صلته بأقرب الناس إليه حتى في الاستغفار ف (اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لا مالك فيهما سواه (يُحْيِي) الجماد (وَيُمِيتُ) الأحياء ، فالأرض الميتة يجعل منها نباتا وإنسانا وحيوانا ، كما أنه يرد هذه الأحياء إلى الأرض فيجعلها جمادا (وَما لَكُمْ) أيها المسلمون (مِنْ دُونِ اللهِ) سواه (مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) فلا يتولّى شؤونكم ولا ينصركم غيره ، فمن له الملك ، وبيده الحياة والموت ، ويتولّى وينصر أحق بأن يربط الإنسان صلته به دون سواه ، ويترك غيره لأجله ، ولو كان أقرب قريب إليه.
[١١٧] ثم ذكر سبحانه قصة جماعة تخلفوا عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم لحقوا به ، أو تابوا بعد ذلك. فقد ذكر الرواة أن عبد الله بن خيثمة تخلف عن غزوة تبوك إلى أن مضى من مسير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عشرة أيام ، ثم دخل يوما على امرأتين له في يوم حار في عريشين لهما قد رتبتاهما وبرّدتا الماء وهيأتا له الطعام ، فقام على العريشين ثم قال : سبحان الله ، رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، في الفتح والريح والقرّ يحمل سلاحه على عاتقه ، وأبو خيثمة في ظلال باردة وطعام
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٤٢.