قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٤) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً
____________________________________
ويحتمل أن يكون «كذلك» للمؤخر ـ لا المقدم ـ أي نجاة المؤمنين الآن كنجاة المؤمنين سابقا.
[١٠٥] (قُلْ) يا رسول الله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) خطاب للناس بصورة عامة (إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) وطريقتي التي جئت بها ، أحق هي أم باطل؟ فلا تدرون ذلك ، فإن شككم لا يزحزحني من عقيدتي ودعوتي ، بل أبقى صامدا للدعوة (فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ولا يثنيني إلى عبادة تلك الآلهة كثرة عبّادها وشككم في ديني ، كما هو الغالب في الأفراد الذين يدعون إلى طريقة فلا يجدون مؤيدين لها فيعدلون عنها (وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) فهو الذي يميتكم وتكون ناصيتكم في قبضته ومصيركم إليه. وهذا تهديد لهم ، وتذكير بأن الموت بيد الله سبحانه وليس للأصنام شيء (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بالله وكتبه ورسله وشرائعه.
[١٠٦] وكأن المقام صار مقام مخاطبة الله لنبيه ، وأن الشاكين حاضرين في محضر الرسول حين يتلقى الوحي ، من باب الإلفات الذي هو نوع من البلاغة ، ولذا قال : (وَأَنْ أَقِمْ) يا رسول الله (وَجْهَكَ) واتجاهك فإن «الوجه» لمّا كان المحل الذي يتوجه الناس به إلى غيرهم ، أمر بإقامته ، وعدم صرفه إلى هنا وهناك (لِلدِّينِ) أي طريقة الإسلام (حَنِيفاً) أي في حال كونك مائلا عن سائر الأديان ، أو مستقيما في