وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧)
____________________________________
المعرضين ما داموا لم يحتجّ عليهم ، أو يحتمل ـ ولو احتمالا خارجيا ـ أو كان في أصلابهم ذرية مؤمنة ، لا يعذّبون ، أما وقد انسدت الأبواب ، فقد حقت عليهم كلمة العذاب وما فائدة بقائهم أكثر من ذلك.
[٧٨] وانتهى الأمر وسار الرسل نحو قرية لوط عليهالسلام في زي شبان حسان الصور ـ وهذه هي القصة الخامسة في السورة ـ (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً) أي أتت الملائكة إلى لوط عليهالسلام (سِيءَ) لوط (بِهِمْ) أي ساءه مجيئهم (وَضاقَ) لوط (بِهِمْ) أي بسبب ورودهم (ذَرْعاً) أي قلبا وطاقة. قالوا : إن الأصل في ذلك أن البعير يذرع بيديه في سيره ذرعا على قدر سعة خطوته ، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه عن ذرعه فيضعف ويمد عنقه ، ومنه قولهم : «ما لي به ذرع» أي ليس لي به طاقة.
(وَقالَ) لوط عليهالسلام : (هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ) أي يوم شديد عليّ ، كيف أصنع بالقوم إذا أرادوا الفاحشة مع هؤلاء الضيوف ، أصل «عصب» من الشد ، يقال : «عصبت الشيء» أي شددته ، ويستعمل غالبا في الشر.
وقد روي عن الإمام الباقر عليهالسلام ـ بتغيير يسير ـ : كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله ، فطلبهم إبليس الطلب الشديد ، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم ، ولم يزل إبليس يعتادهم وكانوا إذا رجعوا خرّب إبليس