وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (١٠١) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ
____________________________________
ونزول العذاب عليهم (وَما زادُوهُمْ) ما زادتهم تلك الآلهة (غَيْرَ تَتْبِيبٍ) من «التباب» أي الخسارة ، أي أن الآلهة زادتهم خسارة على خسارتهم ، فإنهم لو لم يكونوا يعبدونها ، بل كانوا مجرد عاصين لم يزد في عذابهم ، فقد جاء من قبل تلك الآلهة زيادة في عذابهم ونكالهم ، وإنما قال : «زادوهم» بضمير العاقل ، لأن الكفار كانوا يعتبرونها عاقلة ، فجرى الكلام حسب اعتقادهم.
[١٠٣] (وَكَذلِكَ) الذي بيّناه سابقا وأوضحناه (أَخْذُ رَبِّكَ) وهلاكه (إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ) أي أهلكهم وعذبهم ، فقد شبّه الإهلاك بالأخذ ، فكما أن الأخذ لا يتمكن المأخوذ من الإفلات منه كذلك الذين عذبهم سبحانه لا يتمكنون من النجاة.
روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «إن الله تعالى يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ الآية» (١). (إِنَّ أَخْذَهُ) للظالم (أَلِيمٌ) مؤلم موجع (شَدِيدٌ) فلا يمكن الإفلات منه.
[١٠٤] (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي تقدم من أحوال الأمم التي كفرت وعصت الرسل (لَآيَةً) دليل على بطش الله سبحانه لمن طغى وتكبّر (لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ) أي لمن آمن لعلمه بأنه أنموذج من ذلك العذاب المهول ، فإن ذلك الأخذ الأليم الشديد مشابه لعذاب الآخرة لمن
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٧ ص ٣٣٥.