ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١١٥)
____________________________________
وتمحقها ، ومن الحسنات «الصلوات الخمس» فإنها تمحق الذنوب وتمحيها. وقد روي ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما روي عن الإمام المرتضى عليهالسلام أنه قال : «إن الله يكفر بكل حسنة سيئة. ثم تلا هذه الآية» (١).
(ذلِكَ) الذي تقدم من قوله «استقم» (ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) أي فيه تذكرة وموعظة لمن أراد التذكّر والتفكّر.
[١١٦] (وَاصْبِرْ) يا رسول الله على الاستقامة ، أو على الصلاة ، أو مطلقا (فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) والصابر من أفضل أقسام المحسنين ، والصبر على ثلاثة أقسام : صبر على البلاء ، وصبر على الطاعة ، وصبر على الأحوال ، بأن لا يبطر الإنسان عند الرخاء ولا يجزع عند البلاء.
[١١٧] إن دعاة الإصلاح الذين يتمكنون من تغيير الواقع السيئ هم الذين يبقون على الأمم من الانهيار والدمار فإذا خلت أمة منهم انهارت واضمحلت ، كما أن المرضى يحتاجون إلى أطباء يتمكنون من علاجهم. أما إذا كان هناك مرضى بلا طبيب أو كان هناك طبيب لكن لم يتمكن من تنفيذ أوامره وعلاج مرضاه فإن عاقبتهم الموت والهلاك. وهكذا جرت سنة الله في الأمم سابقها ولا حقها فحيث إن الأمم السابقة لم ينفذ فيهم دعاة الإصلاح لقساوة قلوبهم عذّبوا. وهكذا يذكّر
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٩ ص ٣١٩.