قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
____________________________________
الرؤيا : أنه سيملك مصر ويدخل عليه أبواه وأخوته ، أما الشمس فأم يوسف راحيل ، والقمر يعقوب ، وأما الأحد عشر كوكبا فإخوته. فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه. وكان ذلك السجود لله تعالى (١).
[٦] (قالَ) يعقوب : (يا بُنَيَ) تصغير «ابن» ، ولعلّ وجه التصغير الشفقة (لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ) أي لا تخبرهم بما رأيت في المنام (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) أي فيحسدوك ، حيث تدل رؤياك على مقام رفيع ، ويحتالوا لإهلاكك حيلة (إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ظاهر العداوة ، فإنه يريد الإيقاع بين الأخوة بإشعال نار الحسد في قلوب بعضهم على بعض.
[٧] (وَكَذلِكَ) أي كما أراك هذه الرؤيا تكرمة لك ، مما كان تعبيره خضوع الأخوة والأبوين لمقامك (يَجْتَبِيكَ) من «الاجتباء» أي الاختيار وهو الاصطفاء ، أي يختارك (رَبُّكَ) يا يوسف للنبوة (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) «الأحاديث» هي الرؤيا ، لأنها من أحاديث الملك وإخباره للإنسان في منامه إن كانت الرؤيا صادقة ، ومن أحاديث الشيطان والنفس إن كانت كاذبة ، و «تأويلها» تعبيرها ، سمي «تأويلا» لأن الرؤيا تأوّل إلى ذلك المعنى المتضمنة له (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) بإعطائك
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢١٧.