وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٤٣)
____________________________________
بملهيات القصر ـ وكذلك ينسي الرخاء الإنسان زميله الذي يكابد البلاء ـ حتى رأى الملك رؤيا هالته فطلب معبّرا لذلك. وهناك تذكر الساقي يوسف السجين الذي عبّر رؤياه من ذي قبل ، وشاءت إرادة الله سبحانه إنقاذ يوسف في ذلك الحين ، وقد كان السجن والجب وكيد المرأة وحسد الأخوة امتحانات له ولرفع درجته ، فقد وكّل البلاء بالأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى) في منامي. وكأنه حكاية حال ما ماضية ، وإلا فاللازم أن يقول إني رأيت (سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ) جمع «سمين» ضد هزيل (يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ) أي سبع بقرات كن هزيلات ، و «عجاف» جمع «أعجف» وهو الهزيل ومؤنثه «عجفاء» ، فقد أكلت البقرات الهزال البقرات السمان حتى دخلن في بطن الهزال (وَ) أرى (سَبْعَ سُنْبُلاتٍ) و «السنبلة» هي العود الذي تنبت عليه حبوب الحنطة والشعير وما أشبه (خُضْرٍ) جمع «خضراء» ، أي قد انفتق حبها وكانت رطبة (وَ) سبع سنبلات (أُخَرَ يابِساتٍ) قد حصدت فالتوت تلك اليابسات على تلك الخضر حتى غلبن عليها.
(يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) أي الجماعة الأشراف ، فإن الملأ هم الأشراف (أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ) أي أجيبوا عن هذه الرؤيا وعبّروها لي (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) أي إذا كنتم تعرفون التعبير. وسمي تأويل الرؤيا تعبيرا يعبر بالإنسان من هذا الجانب ـ وهو جانب ظاهر الرؤيا ـ إلى ذلك