وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢)
____________________________________
من خلال شعاعه في دماغه ، فاخترع هذه الرؤيا المكذوبة ، ويوسف عليهالسلام إنما نظر إلى الواقع فأخبره به ـ وكان ذلك من علم الغيب لا من تفسير الرؤيا ـ.
[٤٣] (وَقالَ) يوسف عليهالسلام : (لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا) أي للعاصي الذي ظن يوسف عليهالسلام أنه ينجو من السجن والقتل ، من صاحبيه ، ولعل التعبير ب «ظن» لإمكان محو ما علم في علمه سبحانه فإن الأمور المستقبلة ـ إلا بعضها ـ قابلة للمحو ، قال سبحانه : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (١) ، (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) أي اذكر حالي عند الملك وإني إنما حبست ظلما ، لكي يفرج عني ويطلق سراحي فلما تحقق ما قاله يوسف وأن صاحب الشراب تخلّص من السجن ، وأن الخباز صلب (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) أي أنسى الشيطان صاحب الشراب أن يذكر يوسف لربه الملك (فَلَبِثَ) يوسف (فِي السِّجْنِ) بقي فيه (بِضْعَ سِنِينَ) «بضع» كلمة بمعنى «ما دون العشرة» ، وأصله بمعنى «القطعة» من الدهر ، أو من غيره. ومنه قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فاطمة بضعة مني» (٢).
[٤٤] بقي يوسف سنوات في السجن ، وساقي الملك ناس ، مشغول
__________________
(١) الرعد : ٤٠.
(٢) وسائل الشيعة : ج ٢٠ ص ٦٧.