أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (٤١)
____________________________________
(أَمَّا أَحَدُكُما) وهو ساقي الملك الذي رأى أنه كان يعصر خمرا ، فيخرج من السجن ويصير حاله كحاله السابق (فَيَسْقِي رَبَّهُ) أي سيده الملك (خَمْراً) كما كان يسقي من ذي قبل. وفي بعض التفاسير : أنه أخبر بأن بقاءه في السجن ثلاثة أيام ويخرج اليوم الرابع.
وإنما قال «ربه» لأن الرب يطلق على الصاحب ، يقال : «رب الدار» و «رب الدابة».
(وَأَمَّا الْآخَرُ) وهو الخباز الذي زعم أنه رأى خبزا على رأسه تأكل الطير منه (فَيُصْلَبُ) أي يشنق فيموت (فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ) تأنيث الفعل ، باعتبار كون الطير اسم جنس يطلق على الجماعة من الطائر (مِنْ رَأْسِهِ) أي من دماغه. في الحديث : إن الخباز كان كاذبا في ما ادعى من الرؤيا ولم يكن رأى شيئا في منامه وإنما اختلق ذلك. وفي بعض التفاسير : لما قال يوسف ذلك ، قال الرجل : كذبت وما رأيت شيئا ، وإنما كنت ألعب (١).
فقال يوسف عليهالسلام : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) أي فرغ من الأمر الذي تسألان وتطلبان معرفته ، وما قلته لكما فإنه نازل بكما وكائن لا محالة ، و «الاستفتاء» طلب الفتيا ، أي الجواب في مسألة متعلقة بالدين أو الدنيا ، وقد كان الواقع الذي سوف يجري على الخباز
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٥ ص ٤٠٤.