الصحيح فنقول : قد ذكر ابن حجر هذا الكتاب عند ترجمته حياة الواسطي فقال : (ثم دخل القاهرة فقرأ بمصر على التقي الصائغ ختمة بعدة كتب في سبعة عشر يوما ، وذكر ذلك الذهبي في طبقات القرّاء فقال : وله كتاب نفيس في القراءات العشر قلت : اسمه الكفاية ونظمها وقد أثني عليه البرهان الجعبري وهو أكبر منه) (١).
وذكر ابن حجر أيضا أن الواسطي نظم (الكنز) في قصيدة لاميّة سمّاها (الكفاية) عدّتها ألف ومائتان وثلاثة وسبعون بيتا) (٢) وممن ذكر الكتاب بهذا الاسم ابن الجزري حيث قال : (وألّف كتاب الكنز في القراءات العشر جمع فيه للسبعة بين الشاطبية والإرشاد ثم نظمه في كتاب سمّاه الكفاية على طريق الشّاطبية) (٣). وفي الباب الخاص بالكتب التي روى عنها القراءات في كتاب (النّشر) ذكر ابن الجزري من ضمنها كتاب (الكفاية في القراءات العشر) من نظم الواسطي مؤلّف (الكنز) (٤). وجاء في هدية العارفين : (له تحفة البررة في نثر الكفاية المحرّرة في القراءات العشرة) (٥). ومع تواتر هذه النصوص على اسم الكتاب نجد السّلامي يذكره باسم (الغاية) فيقول : (وحدّث بدمشق) ، سمع منه البرزالي وذكره في معجمه فقال : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وكان بصيرا بهذا الشأن نظم في العشرة كتابا نفيسا سمّاه الغاية ، قدم علينا كهلا وأخذت عنه) (٦) إن هذه النصوص نجد الثلاثة الأول منها يعضّد بعضها بعضا على تسمية الكتاب باسم (الكفاية) ولم نجد نصّا يعضّد قول السلامي على تسمية الكتاب باسم (الغاية). وبعد البحث والاستقصاء لتآليف الواسطي لم نجد أحدا ذكر له كتابا بهذا الاسم الذى ذكره السلامي. ومن المعروف أن الخبر إذا عضّد من طرق أخر فلا مجال لبطلانه. ومن هنا يمكن القول أن اسم الكتاب كما أثبتناه لا كما ورد في
__________________
(١) ينظر : الدرر الكامنة ٢ / ٢٧٠.
(٢) ينظر : الدرر الكامنة ٢ / ٢٧٠.
(٣) ينظر : النشر ١ / ٤٣٠.
(٤) ينظر : غاية النهاية ١ / ٩٤.
(٥) ينظر : هدية العارفين ٥ / ٤٦٤.
(٦) ينظر : منتخب المختار / ٧٠.