أخذ فيه القراءة لأجل التوثيق الجغرافي (١).
ج : الإيجاز غير المخلّ :
تبنّي المؤلّف سمة الاختصار الذى لا يخلّ بالمعنى في مواطن عديدة من الكتاب. وتجلّت هذه السّمة واضحة في اختصاره لأسماء الأعلام عند إعادة ذكرها ، فلا يذكرها كاملة وإنّما يذكر كنية العلم أو لقبه أو نسبه (٢).
وكذلك اختصاره لأسماء الكتب ، فلا يذكر اسم الكتاب كاملا وإنما اسمه المشهور (٣) ، بل إنّه أحيانا لا يذكر اسم الكتاب وإنما يشير فقط إليه من خلال ذكر اسم مؤلّفه (٤).
ومن اختصاره في قراءة الآيات ، أنه كان لا يعيد قراءة حرف ما إذا ورد سابقا أو ورد نظيره وإنما يكتفي بقوله : (ذكر) (٥) ، وكذلك كان يقطع الكلام في قراءة حرف معيّن إذا كانت قراءته قد وردت قبلا في السّياق. مثال هذا ما أورده في سورة الأنعام عند قراءة قوله تعالى : (قل من ينجيكم). حيث ذكر قراءة يعقوب لهذا الحرف ثم قال : (فأمّا (قل الله ينجيكم) وهو الثاني من هذه السورة فقرأه نافع وابن كثير والبصريان) (٦) ، ووقف عند هذا فلم يذكر كيف قرأه هؤلاء. وهذا يوهم بأنّ كلام المؤلف غير تام. والحقيقة غير هذا ؛ لأنه لمّا ذكر قراءة هذا الحرف من قبل يعقوب لم يرد إعادة هذه القراءة وإنما ذكر أسماء هؤلاء القراء فقط وهو يريد معنى : أنّهم قرءوا كما قرأ يعقوب. وهذه السّمة بانت في مواضع عديدة من الكتاب (٧).
__________________
(١) تنظر الصفحات : ٩٣ ، ٩٤ ، ١٠١ ، ١٠٥ ، ١٠٩.
(٢) تنظر الصفحات : ٩٧ ، ١٠١ ، ١٠٣ ، ١٠٨ ، ١١٣.
(٣) تنظر الصفحات : ١٥٣ ، ٢٢٠ ، ٢٢٢ ، ٢٨٤ ، ٣٣٢ من الكنز.
(٤) تنظر الصفحات : ١٥٣ ، ١٨٨ ، ٢٤٣ ، ٤٥٧.
(٥) تنظر الصفحات : ٣٤٠ ، ٣٤٦ ، ٤١٠ ، ٤٣٨ ، ٥٠٤ ، ٥٢٦.
(٦) ينظر : الكنز / ٤٠٦.
(٧) تنظر الصفحات : ٤٤٤ ، ٤٦٣ ، ٤٧٠ ، ٤٨٤ ، ٤٩٧.