وأجلى مظاهر الاختصار والإيجاز بانت في ابتعاد المؤلف عن تعليل القراءات وتوجيهها ؛ ولذا جاء مؤلّفه كتاب رواية جامعا للقراءات فقط من دون بيان لحججها وتوجيهاتها النّحوية واللغوية.
د : آراء النّحويين واللّغويين :
كان المؤلف يعرّج في مواطن قليلة من الكتاب على بيان آراء أهل النحو واللغة في لفظة معيّنة أو ظاهرة إقرائيّة. مثال ذلك ذكره خلاف الأخفش للنحاة في الهمز المتوسط المضموم الذى قبله حرف مكسور (١). وسنتكلم عن هذا الجانب في قسم القضايا النحوية واللغوية.
ه : إثبات أسانيد العراقيين والمصريين :
لم يقتصر المؤلف في أسانيد القراءات التي تلقّاها على ذكر طرق العراقيين فحسب وإنما قرنها بطرق المصريين ليدلّ بعمله هذا على زيادة ضبط الأسانيد والسّعة في القراءات المرويّة فهو في القسم الأول عيّن هذه الطرق ورصدها ومن ثم أفاض في ذكر القراءات الواردة عنها في القسمين الثاني والثالث من أقسام الكتاب (٢). وهذا النّهج من المؤلف سابق لغيره ممن ألّف في هذا المضمار.
و : التّسلسل في عرض الآيات القرآنية الشريفة :
عرض المؤلف الآيات القرآنية متسلسلة حسبما وردت في القرآن الكريم ولم يقدّم أو يؤخّر إلا في مواضع قليلة أثبتها الباحث كما أوردها المؤلف حفاظا على أمانة التحقيق (٣).
وكان يجمع مع الحرف الإقرائي الواحد نظائره من الحروف الأخر لأجل لم
__________________
(١) ينظر : الكنز / ٢٩٣.
(٢) تنظر الصفحات : ١٦٠ ، ١٨٢ ، ٢١٢ ، ٣٦٧ ، ٤٣٨ ، ٤٧٣ من الكنز.
(٣) تنظر الصفحات : ٣٩٢ ، ٥٧١ ، ٥٨٠ ، ٥٨١.