وقال فى قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ)(١) يقول : قال بعضهم : هو الذى بسط الأرض ، وجعل فيها أوتادا من أوليائه ، وسادة من عبيده ، فإليهم الملجأ وبهم النصرة ، فمن ضرب فى الأرض يقصدهم فاز ونجا ، ومن كان بغيته لغيرهم خاب وخسر ...».
وقال فى قوله تعالى : (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً)(٢) قال الحسين : لا مكر أبين فيه من مكر الحقّ بعباده ؛ حيث أوهمهم أنّ لهم سبيلا إليه بحال ، أو للحدث اقتران مع القدم.
ومن تأمل معنى هذا علم أنه كفر محض ؛ لأنه يشير إلى أنه كالهزء واللعب.
وجميع ما فى كتاب «حقائق التفسير» للسلمى على هذا النمط ؛ وقد اقتصر فيه على المعانى الإشارية ، معرضا عن المعانى الظاهرة ؛ ولم أذكر منه ـ هاهنا ـ كثيرا ؛ لأنه مضيعة للزمن فى كتابة شىء بين الكفر والخطأ والهذيان ؛ وهو من جنس ما حكيناه عن الباطنية.
هذا وقد آثرت التعريف بالتفسير الرمزى والقول بالباطن ـ هنا فيما يلى ـ ؛ ليكون القارئ فى تفاسير كتاب الله على بصيرة مما هو مردود وباطل.
«التفسير الرمزى والقول بالباطن (٣) :
التفسير الرمزى : هو صرف ألفاظ القرآن عن ظواهرها إلى معان أخرى رمزية ، أو إشارية .. لا تفهم من ظاهر اللفظ ، وإنما تؤخذ من باطنه ؛ وقد يطلق على هذا النوع من التفسير اسم القول بالباطن فى تفسير القرآن الكريم.
__________________
(١) سورة الرعد : ٣.
(٢) سورة الرعد : ٤١.
(٣) انظر (منهج ابن عطية فى تفسير القرآن الكريم ١٨٦).