وهذا التفسير الرمزىّ أو الإشارى منه ما هو مقبول ، ومنه ما هو مردود ؛ فالمقبول : هو ما توافر فيه شرطان : كما يقول الشاطبى (١) :
أحدهما : أن يصحّ على مقتضى الظاهر المقرّر فى لسان العرب ، ويجرى على المقاصد العربية.
والثانى : أن يكون له شاهد نصّا أو ظاهرا فى محلّ آخر يشهد لصحته من غير معارض.
فالشرطان ـ وهما : موافقة اللغة ، وشهادة الشرع ـ لا بدّ منهما كذلك ، ضرورة أن القرآن عربىّ ، وكلّ تفسير لا تساعد عليه قواعد اللغة العربية يجب ردّه والحكم ببطلانه ، وكذلك لو لم يشهد لصحة هذا التفسير شاهد من الشرع ، أو كان له معارض ، صار هذا التفسير من جملة الدعاوى التى لا دليل عليها ؛ وعلى ذلك إذا اختلّ أحد الشرطين أو كلاهما كان هذا النوع من التفسير مردودا وباطلا. وذلك مثل ما فسّر به الباطنية كتاب الله تعالى ؛ فقد حرّفوا الكلم عن مواضعه ، وألحدوا فى آيات الله تعالى ؛ وجاءوا ببهتان من القول وزور».
__________________
(١) انظر (الموافقات للشاطبى ٣ : ٣٩٤).