الواحدى ومؤلفاته
أخبرت المصادر : بأنّ الواحدى قد رزق السعادة فى تصانيفه ، وأجمع الناس على حسنها ، وذكرها المدرسون فى دروسهم ، وألّف كتبا فى علم التفسير ـ وسنتكلم عنها فيما بعد ـ وكتبا أخرى فى غير التفسير ، وهى :
١ ـ شرح ديوان المتنبى (١) : ذكر ذلك كلّ من ياقوت فى (معجم الأدباء ١٢ : ٢٥٨) والسيوطى فى كتابيه (طبقات المفسرين ٢٣) و (بغية الوعاة ٣٢٧) والداودى فى (طبقات المفسرين : ١ : ٣٣٨) والسبكى فى (طبقات الشافعية ٣ : ٢٩٠) وابن العماد فى (شذرات الذهب ٣ : ٣٣٠) وابن كثير القرشى فى (البداية والنهاية ١٢ : ١١٤) ويقول القفطى فى (إنباه الرواة ٢ : ٢٢٣) «.. هو غاية فى بابه» ، ويقول ابن خلكان فى (وفيات الأعيان ٢ : ٤٦٤) عن الواحدى : «وشرح ديوان أبى الطيب المتنبى شرحا مستوفى ، وليس فى شروحه مع كثرتها مثله» ، ويذكر صاحب (كشف الظنون ٨٠٩) قول ابن خلكان : وهو «وقد اعتنى بهذا الدّيوان فشرحوه وقال لى أحد المشايخ : وقفت له على أربعين شرحا ، ولم يفعل هذا بديوان غيره ـ ولا شكّ أنه كان رجلا مسعودا ، ورزق فى شعره السعادة التامة» ثم يقول صاحب كشف الظنون بعد ذلك : «فأجلّها نفعا ، وأكثرها فائدة : شرح الإمام أبى الحسن على بن أحمد الواحدى» ثم يقول ابن خلكان وغيره : وذكر فيه أشياء غريبة منها : أنه شرح هذا البيت :
وإذا المكارم والصّوارم والقنا |
|
وبنات أعوج كلّ شىء يجمع |
تكلّم على هذا البيت ، ثم قال فى «أعوج» : إنه فحل كريم كان لبنى هلال بن عامر ، وإنه قيل لصاحبه : ما رأيت من شدّة عدوه؟ فقال : ضللت فى بادية ـ وأنا
__________________
(١) طبع هذا الكتاب فى برلين سنة ١٨٦١ م.