الواحدى المفسر وشيوخه
رأى الواحدى أن الاقتدار على معرفة تفسير كلام الله لا يتم إلّا بعد التضلّع من علوم اللغة ، والتمكن من أدبها ، والمعرفة بطرائق العرب فى كلامها ، ومنازعها فى بيانها وتبيينها.
«فأقبل على تلك العلوم بجلد لا يطوف به وهن ، ودأب لا يعتريه كلال أو ملال ، واستشراف إلى الإلمام بما أنتجته قرائح الأجيال ، وأتيح له أن يتتلمذ على طائفة من العلماء البارعين فى علومهم المقدّرين لشرف رسالتهم ..».
وفى مقدمة هؤلاء العلماء الذين سعد الواحدى بصحبتهم (١)
«أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله السهلى الصفار النيسابورى العروضى (٣٣٤ ـ ٤١٦ ه).
وكان شيخ الأدب فى عصره ، أنفق حياته فى مطالعة العلوم وتدريسها ، أخذ عن ثعلب ، وروى عن أبى منصور الأزهرى ، (المتوفى سنة ٣٧٠ ه) كتاب «تهذيب اللغة».
وكان شاعرا ناقدا لاذع النقد ، وكانت له اليد الطولى فى علم العروض حتى نسب إليه ، وقد استمرت صحبة الواحدى له عدّة سنين ، أنفق أيامها فى اقتباس علمه ، وقرأ عليه ما شاء الله من كتب اللغة ودواوين الشعراء ، وهو الذى نصحه بالتفرغ للتفسير ، ودراسته على المفسّر الكبير أبى إسحاق الثعلبى.
ومنهم : أبو الحسن على بن محمد بن إبراهيم الضرير القهندزى
وهو نحوىّ محدّث من أصحاب أبى عبد الله ؛ محمد بن عبد الله الضبى النيسابورى ،
__________________
(١) انظر (معجم الأدباء ١٢ : ٢٥٨) و (أسباب النزول للواحدى ومقدمته ٩).