المعروف بالحاكم. قرأ عليه كثير من الأئمة ، وتخرجوا به ، وهو من الممتازين فى علم القراءات.
ومنهم : أبو الحسن عمران بن موسى المغربى المالكى (المتوفى سنة ٤٣٠ ه) عن خمس وستين سنة ، وهو فقيه أصولى نحوى ، رحل إلى بغداد (سنة ٣٩٩ ه) وأخذ عن أبى بكر الباقلانى.
ومنهم : أبو عثمان سعيد بن محمد المقرى الزعفرانى الحيرى (المتوفى سنة ٤٢٧ ه).
وكان من الثقات الصالحين ، سمع بنيسابور والعراق والحجاز ، وكان مقصد القصاد فى القراءات.
ومنهم : أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبى (المتوفى سنة ٤٢٧ ه) ، وهو مفسّر مقرئ واعظ أديب ، صنف كتبا منها : كتاب «العرائس فى قصص الأنبياء» ، ومنها ـ وهو أجلها ـ كتاب «الكشف والبيان عن تفسير القرآن» الذى استخرجه من زهاء مائة كتاب.
وكان للواحدى أساتذة كثيرون غير هؤلاء ؛ وقد اقتصرت ـ هنا ـ على ما ذكرت ، كما اقتصر هو عليهم فى ترجمته لنفسه ، لأنهم هم الذين ثقّفوه وخرّجوه ، ومكّنوه من التأليف فى تفسير القرآن الكريم.
***
وقد آثرت نقل قول الواحدى ـ هنا ـ فيمن أخذ عنهم ، واقتبس منهم ، على ما فيه من طول ؛ لكثرة دلالته ، وعظم غنائه فى فهم الواحدى ، والدلالة على عقله وفكره وثقافته وشخصيته ، وهو أبلغ فى الدلالة على ذلك وعلى غيره من كلّ كلام يقال عنه. أنّى كانت مكانة قائله. «قال أبو الحسن الواحدى فى مقدمة «البسيط» (١) :
__________________
(١) من أول هنا حتى آخر قوله «ومل الناظر (صفحة ٢٤) من هذه المقدمة جاء فى (معجم الأدباء لياقوت ١٢ : ٢٦٠ وما بعدها) و (مقدمة أسباب النزول للواحدى ١٢ ـ ١٥).