وقرأت على الأستاذ «سعيد» مصنفات «ابن مهران» ، وروى لنا كتب «أبى على الفسوىّ» عنه ؛ وقرأت عليه بلفظى كتاب «الزّجّاج» [فى معانى القرآن] بحقّ روايته عن «ابن مقسم» عنه وسمع بقراءتى الخلق الكثير.
ثم فرغت للاستاذ الإمام : «أبى إسحاق : أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبى ، ([المتوفّى سنة ٤٢٧ ه]) رحمهالله.
وكان حبر العلماء بل بحرهم ، ونجم الفضلاء بل بدرهم ، وزين الأئمة بل فخرهم ، وأوحد الأمّة بل صدرهم ؛ وله التفسير الملقّب ب «الكشف والبيان عن تفسير القرآن» الذى رفعت به المطايا فى السهل والأوعار ، وسارت به الفلك فى البحار ، وهبّت هبوب الريح فى الأقطار :
فسار مسير الشّمس فى كلّ بلدة |
|
وهبّ هبوب الريح فى البرّ والبحر |
وأصفقت عليه كافة الأمّة على اختلاف نحلهم ، وأقرّوا له بالفضيلة فى تصنيفه لم يسبق إلى مثله ؛ فمن أدركه وصحبه علم أنّه منقطع القرين ، ومن لم يدركه فلينظر فى مصنّفاته ؛ ليستدلّ بها على أنه كان بحرا لا ينزف ، وغمرا لا يسبر.
وقرأت عليه من مصنّفاته أكثر من خمسمائة جزء ؛ منها تفسيره الكبير ، وكتابه المعنون ب «الكامل فى علم القرآن» وغيرهما.
ولو أثبتّ «المشايخ» الذين أدركتهم ، واقتبست عنهم هذا العلم من مشايخ نيسابور ، وسائر البلاد التى وطأتها ـ لطال الخطب وملّ الناظر».
***