والكتاب السابع هو كتاب «نفى التحريف عن القرآن الشريف» ولا أعلم عنه شيئا.
***
وقد ذكرنا فيما سبق أن الواحدى ألّف فى التفسير ثلاثة كتب هى : «البسيط» و «الوسيط» و «الوجيز» ونعود إلى القول عن هذه الكتب ، فنقول ـ وبالله التوفيق ـ :
وكتاب «البسيط فى التفسير» قدّمه الواحدى بمقدمة ضافية فيها كثير من الجدّة والإبداع ، وفيها كثير من الأفكار والآراء التى تجدر دراستها فى إسهاب وإطناب لا سبيل إليهما فى هذا المقام».
وقد قال فى هذه المقدمة : «إنّ نفسه كانت تحدثه منذ دهر بأن يعلّق فقرا فى تفسير القرآن ، وإعرابه ، وعلل قراءاته ، فى ورقات يصغر حجمها ، ويكثر غنمها ، وأن الأيام مطلته بصروفها على اختلاف صنوفها ، إلى أن شدّد عليه الخناق قوم ممن لهم فى العلم سابقة فاستجاب لهم ، لتوفّر دواعى أهل زمانه على الجهل ، وظهور رغباتهم عن العلم الذى فيه شرف الدّين والدنيا ، وعز الآخرة والأولى ، وأنّ هؤلاء شكوا إليه غلظ حجم المصنّفات فى التفسير ، وأنّ الكتاب الواحد منه تستغرق كتابته العمر ، ويستنزف الروح سماعه ، ثم لا يحظى صاحبه منه ـ بعد ذلك ـ بطائل تعظم عائدته.
ثم يقول الواحدى : «إن طريق معرفة تفسير كلام الله تعلّم النحو والأدب ، فإنهما عمدتاه ، وإحكام أصولهما ، وتتبّع مناهج لغات العرب فيما يحويه من الاستعارات الباهرة ، والأمثال النادرة ، والتشبيهات البديعة ، والملاحن الغريبة ، والدلالة باللفظ اليسير على المعنى الكثير ، مما لا يوجد مثله فى سائر اللغات».
ثم يفيض فى التدليل على وجوب تعلّم ذلك ، فيقول : «ولئن استغنى علم عن الأدب فمن ضرورة التفسير وعلم القرآن : الأدب ، ومعرفة اللغة العربية. ولا تجد ذلك متأتّيا لمن لم يمرّن عليها ، ولم يتدرب عليها».