والكتاب الخامس ، هو كتاب : «جامع البيان فى تفسير القرآن» ذكره (بروكلمان فى الملحق الأول ٧٣٠) ولم أعرف عنه شيئا.
والكتاب السادس هو «أسباب نزول القرآن».
ويقول الواحدى فى مقدمته : «إن علوم القرآن غزيرة ، وضروبها جمة كثيرة ، يقصر عنها القول وإن كان بالغا ، ويتقلّص عنها ذيله وإن كان سابغا ؛ وقد سبقت لى ـ ولله الحمد ـ مجموعات تشتمل على أكثرها ، وتنطوى على غررها ، وفيها لمن رام الوقوف عليها مقنع وبلاغ ، وعما عداها من جميع المصنفات غنية وفراغ ، لاشتمالها على عظمها متحققا ، وتأديته إلى متأمله متّسقا ، غير أن الرغبات اليوم عن علوم القرآن صادفة كاذبة فيها ؛ قد عجزت قوى الملام عن تلافيها ؛ فآل الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين بعلوم الكتاب ؛ إبانة ما أنزل فيه من الأسباب ؛ إذ هى أوفى ما يجب الوقوف عليها ، وأولى ما تصرف العناية إليها ؛ لامتناع معرفة تفسير الآية ، وقصد سبيلها ، دون الوقوف على قصّتها وبيان نزولها ..» ثم يتبعه بقوله بأنّه :
«لا يحلّ القول فى أسباب نزول الكتاب إلّا بالرواية والسماع ، ممن شاهدوا التنزيل ، ووقفوا على الأسباب ، وبحثوا عن علمها ، وجدّوا فى الطّلاب». ثم يقول فى آخر مقدمته : «وأما اليوم فكلّ أحد يخترع شيئا ، ويختلق إفكا وكذبا ، ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكر فى الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية. وذلك الذى حدا بى إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب ؛ لينتهى إليه طالبوا هذا الشأن ، والمتكلمون فى نزول هذا القرآن ؛ فيعرفوا الصدق ، ويستغنوا عن التمويه والكذب ..» ثم يقول : «ولا بدّ من القول أولا فى مبادئ الوحى ، وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وتعهد جبريل إياه بالتنزيل ، والكشف عن تلك الأحوال ، والقول فيها على طريق الإجمال. ثم نفرغ للقول مفصلا فى سبب نزول كل آية روى لها سبب مقول مروى منقول ..» ثم أجرى قوله فى ذلك على ترتيب السور فى المصحف ، بعد قوله فى آية التسمية ، وبيان نزولها ، فالقول الأول فى سورة الفاتحة ، والثاني فى سورة البقرة وهكذا.