فهل فى القوم من راق؟ فقام رجل فقال : نعم ـ وما كنّا نأبنه (١) برقية ولا نراه يحسنها (٢) ـ فذهب فرقاه ، فأمر له بثلاثين شاة ـ وأحسبه أنّه قال : وسقانا لبنا ـ ، قال : فلمّا جاء ، قلنا له : ما كنّا نراك تحسن رقية ، قال : ولا أحسنها ، إنّما رقيته بفاتحة الكتاب. قال : فلمّا قدمنا المدينة ، قلت : لا تحدثوا فيها شيئا ، حتى آتى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأذكر ذلك له ، فأتيته ، فذكرت ذلك له ، فقال : «ما كان يدريك أنّها رقية؟ اقتسموها ، واضربوا بسهمى معكم».
رواه البخارىّ ، عن محمد بن المثنّى ، عن وهب بن جرير ، ورواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة ، عن يزيد بن هارون كلاهما عن هشام بن حسّان (٣).
__________________
(١) قوله : «نأبنه» ـ بنون مفتوحة ، وباء مكسورة ، ونون مضمومة ـ أى : نتهمه. انظر (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٢ / ظ).
(٢) حاشية ج : «أى : يعلمها. يريد : يعلم الرجل تلك الرقية ؛ لأن الإحسان بمعنى : العلم ، فالضمير المستكن فى الخبر يعود إلى الرجل».
(٣) رواه الشيخان ، بهذا السند ، عن أبى سعيد الخدرى ، بألفاظ مختلفة. انظر (صحيح البخارى ، باب فاتحة الكتاب ٣ : ٢٢٩) و (صحيح مسلم ، باب أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار ٥ : ٤٩).