ومن قرأ بالزّاى أبدل من السّين حرفا مجهورا حتّى يشبه الطاء فى الجهر ؛ ويحتجّ بقول العرب : «زقر» فى «صقر».
ومن قرأ بإشمام الزّاى ، فإنّه لم يجعلها زايا خالصة ولا صادا خالصة ؛ لئلا يلتبس أصل الكلمة بأحدهما ، وكلّها لغات.
ومعنى سؤال المسلمين الهدى وهم مهتدون : التثبيت على الهدى (١) ؛ وهذا كما تقول للقائم : قم لى حتّى أعود إليك ، أى : اثبت على قيامك.
و (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) : كتاب الله عزوجل ، وهو القرآن (٢). روى ذلك عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وعبد الله بن مسعود ، وأبى العالية.
وروى السّدّىّ عن أبى مالك عن ابن عبّاس قال : هو الإسلام (٣) ؛ وكذلك روى عن جابر.
٧ ـ قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
أى : بالثبات على الإيمان والاستقامة والهداية إلى الصّراط ؛ وهم النبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأبو بكر وعمر ـ رضى الله عنهما ـ. وهذا قول أبى العالية.
وقال السّدّىّ وقتادة : يعنى طريق الأنبياء. وقال ابن عباس : هم قوم موسى وعيسى قبل أن يغيّروا دين الله تعالى (٤).
قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ.)
(غَيْرِ) منخفض على ضربين ؛ على البدل من (الَّذِينَ) ، وعلى صفة (الَّذِينَ)(٥) ؛
__________________
(١) حاشية ج : «.. وبمعنى طلب مزيد من الهداية ؛ لأن الإلطاف والهدايات من الله لا يتناهى على مذهب أهل السنة».
(٢) رواه ابن جرير فى (تفسيره ـ ١ : ١٧١ ـ ١٧٢) والبيهقى فى الشعب من طريق قيس بن سعد ، عن رجل ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. (الدر المنثور ١ : ١٥).
(٣) كما جاء فى (تفسير الطبرى ١ : ١٧١ ـ ١٧٦) و (الدر المنثور ١ : ١٤ ـ ١٥).
(٤) (تفسير الطبرى ١ : ١٧٨ ـ ١٧٩).
(٥) قال الطبرى ـ بعد أن ذكر أوجه تأويل «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» ، باختلاف أوجه إعرابها ـ : «والصواب ـ من القول فى تأويله ، وقراءته عندى :. هو قراءة «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» بخفض الراء من «غَيْرِ» بتأويل أنها صفة ل «الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» ونعت لهم .. ، وإن شئت فبتأويل تكرير «صِراطَ» كل ذلك صواب حسن» (تفسير الطبرى ١ : ١٨٠ ـ ١٨٤) وانظر (معانى القرآن للفراء ١ : ٧).