زنبور ، (١) حدّثنا الحارث بن عمير ، حدّثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علىّ بن أبى طالب قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّ فاتحة الكتاب ، وآية الكرسىّ ، والآيتين من آل عمران : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ، و (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ..) إلى قوله : (وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) : مشفّعات (٢) ما بينهنّ وبين الله حجاب ، لمّا أراد الله أن ينزلهنّ (٣) تعلّقن بالعرش ، فقلن : يا ربّ تهبطنا إلى أرضك ، وإلى من يعصيك؟ قال الله تعالى : بى حلفت لا يقرؤهنّ أحد من عبادى دبر كلّ صلاة إلّا جعلت الجنّة مأواه على ما كان فيه ، وإلّا أسكنته حظيرة (٤) القدس ، وإلّا قضيت له كلّ يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة». (٥)
٢٧ ـ قوله : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ)(٦).
قال جميع المفسّرين : تجعل ما نقص من أحدهما زيادة فى الآخر.
و «الإيلاج» : (٧) الإدخال. يقال : أولجت الشّىء فى الشّىء : أى أدخلته فيه.
قوله : (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ)
/ قال أكثر أهل التّفسير : تخرج الحيوان من النّطفة ، وتخرج النّطفة من الحيوان (٨). وقال عطاء عن ابن عبّاس : (٩) تخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن.
__________________
(١) بضم الزاى ، ونون بعدها ساكنة ، وباء معجمة بنقطة من تحت ، وواو وراء مهملة : (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٦) وفى (تقريب التهذيب / ٤٧٨ ت : ٥٨٨٦) : محمد بن زنبور بن أبى الأزهر ، أبو صالح المكى ، واسم زنبور ، جعفر ، صدوق له أوهام ، من العاشرة ، مات فى آخر سنة ثمان وأربعين.
(٢) حاشية ج : «المشفع : كل شفيع شفاعته مقبولة».
(٣) ج : «أن ينزلها» والمثبت عن أ ، ب.
(٤) حاشية ج : «الحظيرة : الحجر ، وأصل الحظيرة : ما يعد للإبل بين أغصان الشجر ليقيها الحر والبرد ، والمراد هنا : الجنة ، أضيفت إلى القدس لبيان فضيلتها».
(٥) أخرجه ابن السنى فى عمل يوم وليلة ، وأبو منصور الشجامى فى الأربعين ـ عن على بن أبى طالب ـ بنحوه ـ كما فى (الدر المنثور ٢ : ١٢) وذكره القرطبى عن على بن أبى طالب ـ بمعناه ، كما فى (تفسير القرطبى ٤ : ٥٢).
(٦) حاشية ج : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) حتى يكون الليل خمس عشر ساعة ، والنهار تسع ساعات ، (وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) حتى يصير النهار خمس عشرة ساعة ، والليل تسع ساعات».
(٧) (اللسان ، والتاج ـ مادة : ولج) ، وانظر (تفسير الطبرى ٣ : ٢٢٣ ـ ٢٢٤) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٠٥).
(٨) انظر (تفسير الطبرى ٣ : ٢٢٦) و (الدر المنثور ٢ : ١٥) و (البحر المحيط ٢ : ٤٢١).
(٩) وتبعه الحسن والزهرى : (تفسير الطبرى ٣ : ٢٢٥) وروى بمثله عن سلمان الفارسى كما فى (تفسير القرطبى ٤ : ٥٦) و (الدر المنثور ٢ : ١٥) وانظر (البحر المحيط ٢ : ٤٢١) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٩٠) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٠٥).