٢٩ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ)
يعنى : من مودّة الكفّار وموالاتهم (أَوْ تُبْدُوهُ) : أى تظهروه (يَعْلَمْهُ اللهُ) : أى يجازيكم به على ذلك ؛ لأنّه عالم به.
(وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
((١) إتمام للتّحذير (١)) ؛ لأنّه إذا كان لا يخفى عليه شىء (فيهما) (٢) ، فكيف يخفى عليه الضّمير؟
وقوله : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
تحذير من عقاب من لا يعجزه شىء.
٣٠ ـ قوله : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً)
يريد : بيان ما عملت بما ترى من صحائف الحسنات.
ويجوز أن يكون المعنى : جزاء ما عملت بما ترى من الثّواب.
(وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً)
قال مقاتل : كما بين المشرق والمغرب. وقال الحسن : يسرّ أحدهم ألّا يلقى عمله أبدا (٣).
و «الأمد» : الغاية الّتى ينتهى إليها (٤).
([وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ] وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ)
قال الحسن : من رأفته بهم أن حذّرهم نفسه ، ولم يهلكهم من غير تحذير (٥).
٣١ ـ قوله عزوجل : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ..) الآية.
قال ابن عبّاس فى رواية الضّحّاك : وقف النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على قريش ، وهم فى المسجد الحرام يسجدون للأصنام ـ فقال : «يا معشر قريش ،
__________________
(١ ـ ١) ب : «التحذير» والمثبت عن أ ، ج ، و (الوجيز للواحدى ١ : ٩٤).
(٢) سقط من ب ، والمثبت عن أ ، ج ، و (الوجيز للواحدى ١ : ٩٤).
(٣) كما فى (الدر المنثور ٢ : ١٦ ـ ١٧) بزيادة : «يكون ذلك مناه ؛ وأما فى الدنيا فقد كانت خطيئته يستلذها» وانظر (تفسير الطبرى ٣ : ٢٣١).
(٤) (مفردات الراغب ٢٤) «الأمد والأبد يتقاربان ، لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التى ليس لها حد محدود ولا يتقيد لا يقال : أبد كذا ، والأمد : مدة لها حد مجهول إذا أطلق ، وقد ينحصر نحو أن يقال : أمد كذا ..» وبنحوه فى (اللسان ـ أبد ، أمد).
(٥) كما فى (تفسير الطبرى ٣ : ٢٣٢) و (الدر المنثور ٢ : ١٧) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٢٥).