بكير بن مسمار (١) ، عن عامر بن سعد بن أبى وقّاص ، عن أبيه قال :
لمّا نزل قوله تعالى : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) دعا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عليّا وفاطمة والحسن والحسين (٢) ـ رضى الله عنهم ـ فقال : «هؤلاء أهلى» (٣). رواه أحمد بن حنبل فى مسنده (٤) عن قتيبة.
وأراد ب «الأنفس» : بنى العمّ ؛ والعرب تخبر عن ابن العمّ بأنّه نفس ابن عمّه ؛ وقد قال الله تعالى : (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)(٥) أراد : إخوانكم من المؤمنين. وقيل : أراد ب «الأنفس» : الأزواج. وقيل : عنى به : القرابة القريبة (٦).
وقوله : (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)
«الابتهال» فى اللغة : يكون على معنيين ؛ أحدهما : التّضرّع إلى الله ؛ والثّانى ؛ الالتعان والدّعاء بالبهلة ، وهى اللّعنة.
يقال : عليه بهلة الله ، (٧) أى لعنته.
وكلا القولين مروىّ عن ابن عبّاس ، قال فى رواية الكلبىّ فى قوله : (نَبْتَهِلْ) : أى نجتهد فى الدّعاء.
وقال فى رواية عطاء : ندع (٨) الله باللّعنة على الكاذبين.
__________________
(١) بكير بن مسمار الزهرى ، المدنى ، أبو محمد ، أخو مهاجر ، صدوق ، من الرابعة ، مات سنة ثلاث وخمسين : (تقريب التهذيب ١٢٨ ت ٧٦٦).
(٢) «حسنا وحسينا».
(٣) هذا الحديث أخرجه مسلم ، مطولا ، بلفظ «اللهم هؤلاء أهلى» فى (صحيحه ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل على بن أبى طالب ، رضى الله عنه ٥ : ٢٦٩ ، حديث رقم ٣٢) وأخرجه الإمام أحمد فى (مسنده : ١ / ٢٤٨) ، وأخرجه الترمذى فى (صحيحه ، أبواب التفسير ١٢ : ١٢٥ ـ ١٢٦ ، وأبواب المناقب ، مناقب على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ ١٣ : ١٧٢) قال الترمذى : هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٤) حاشية ج : «المسند : اسم كتاب صنفه الإمام أحمد فى الحديث».
(٥) سورة الحجرات : ١١.
(٦) «قال الشعبى : أَبْناءَنا : الحسن والحسين ، وَنِساءَنا : فاطمة ، وَأَنْفُسَنا : على بن أبى طالب ـ رضى الله عنهم ..» (أسباب النزول للواحدى ١٠٠ ـ ١٠١).
(٧) وبهلة ـ بضم الباء أيضا ـ (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٦) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة : ٩٦) و (تفسير الطبرى ٦ : ٤٧٤) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٠٤) و (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٤٨٩) و (معانى القرآن للزجاج : ٤٢٩) و (مفردات الراغب : ٦٣) و (اللسان ـ مادة : بهل) وفيه : «ومعنى المباهلة : أن يجتمع القوم إذا اختلفوا فى شىء فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا».
(٨) أ : «ندعوا».