يعطينا القواعد العامّة التي في ضوئها نستطيع أن نشخّص ونعيّن هوية الراوي باسمه ونسبه ونسبته وأن يعرف حاله من حيث الوثاقة واللاّوثاقة لنقرّ ـ بعد هذأ ـ أنّه ممّن تقبل روايته أو هو ممّن ترفض روايته»(١).
وقواعد استخدام هذا العلم تكون في مجالين : الأوّل عصر الراوي ، لمعرفة الراوي ومعرفة أحواله من حيث الرواية أو عدمها عن طريقين هما مشاهدته واختبار حاله ، ويمكن أن تسمّى (المعرفة الواقعية) ، وشهادة من يعرفه مباشرة ممّن هم بمستوى الشهادة من العدالة أو الثقة ويمكن أن تسمّى (المعرفة الظاهرية) ، والآخر : بعد عصر الراوي ، وذلك عن طريق الرجوع إلى كتب الرجال وملاحظة تقويم أصحابها للراوي ، ولا مجال هنا لمعرفة الراوي معرفة واقعية أو معرفة ظاهرية(٢).
كما أنّ الاهتمام بالإسناد أدّى إلى نموّ علم الرجال الذي يدرس أسماءالرواة من الرجال والنساء وسنيّ ولادتهم ووفياتهم(٣).
أهمّية علم الرجال :
تكمن أهمّية علم الرجال بأنّه يستهدف التوصّل إلى الحكم الشرعي الذي هو من أجلّ الغايات وأعظمها ، فهو يشكل مع علمي الفقه والأصول الركيزة الأساسية التي يمكن من خلالها التوصّل إلى الحكم الشرعي(٤).
وأهمّية بحوث علم الرجال لا تقلّ عن أهمّية البحوث الأصولية
__________________
(١) أصول علم الرجال : ١٢.
(٢) أصول علم الرجال : ١٢.
(٣) الرواية والأسانيد وأثرها في تطوير الحركة الفكرية في صدر الإسلام : ٢٦.
(٤) منتهى المقال في الدراية والرجال : ١٣٣.