وهكذا إلى تمام (١١٢) مراجعة ؛ حيثُ ينبلجُ وجهُ الحقّ ، وتُشرقُ انوارُالحقيقة ، ويتّضحُ نهجُ الهُدى ببركات المُراجَعات العلميّة بينَ العَلَمين اتّضاح الصبح لِذي عينين ، ويُخبتُ شيخُ عُلماء أهل السُنّة لِحُجَجَ سيّدِ عُلماء الشيعة فلا يسعهُ إلاّ أن يقول : «أشهدُ أنّكم في الفُروع والأصول على ماكان عليه الأئمّة عليهمالسلام من آل الرسول ، وقد أوضحتَ هذا الأمرَ فجعلتَه جَليّاً ، وأظهرتَ من مَكنُونِه ما كان خافِياً ، فالشكّ فيه خَبالٌ ، والتشكيك تضليلٌ»(١). إلى آخر المراجعة (١١).
ومن هُنا يمكنُ القول إنَّ المُراجَعات هو الأنموذج الأمثلُ للمُناقشات الموضوعيّة والدراسات العقائديّة.
وبهذا الاعتبار يصحُّ القولُ أيضاً : إنّه الكتابُ (الرائدُ) في هذا المجال.
ويبقى الكلامُ على توثيق النُصوص التي تكاملت منها مادّةُ هذه المُراجَعات ، فقد يُثارُ بين الفَيْنَةِ والفَيْنَةِ غبارُ الشكِّ حولَ صحّة وُقوع اللقاء بين شرف الدين والبشري ، وبالتالي حولَ مادّة المُراجَعات نَفْسِها.
وكان من آخر ما سمعناهُ تشكيك الدكتور يوسف القرضاوي من عُلماءأهل السنّة العصريّين : اذْ ظَهَرَ على شاشة إحدى القَنَواتِ العالَميّة في (حلقة خاصّة) سُئلَ فيها عن حقيقة هذا الكتاب؟!
فزعمَ أنّه سأل حفيداً للبشريّ ـ من أهل العلم ـ عن حقيقةِ وجود ما كان يصل إلى جَدِّهِ من أجوبة محرّرة ، من لَدنْ مُناظِرِهِ العالِمِ الشيعيّ؟
فأجابه بالنفي.
وأوّلُ ما فيه أنّه زَعَمَ أنّ صاحبَ المُراجَعات هو الإمام الأكبر الشيخ محمّدالحسين آل كاشف الغطاء!.
وقد وهمَ في ذلك ، بسبب كون الإمام كاشف الغطاء ممّن أدلى بِدلوهِ
__________________
(١) المراجعات : ٤٢٣.