غِنَىً عن أنْ يَتَقَوَّلَ على رَصيفه البشريّ ، وينقلَ عنه ما لم يَفُهْ بهِ ، أو ينسبَ إليهِ ما لم يَجْرِ قلمُهُ بِتَسْطيرِهِ.
ونقولُ لهؤلاء المُشكّكينَ ـ مَمَّنْ أعمى الحقدُ والشنآنُ أبصارَهم ، وطَمَسَ الزيغُ والضلالُ بَصائِرَهم ـ : إنّ الإمام السيّد شرف الدين أعلى قدْراً وأجلُّ شأناً وأرفع نفساً ، من أنْ تحومَ حولَ وَرَعِهِ وقُدْسيّتهِ وثِقَتِهِ شُبُهاتُ المُبطلين ، ودَعاوَى المُفْتَرِينَ.
ولو سلّمنا ـ جَدَلاً ـ أنّ شيئاً من تلك المُراجَعات لم يقعْ ، وأنّ السيّد عبدالحسين ـ وحاشاهُ ـ هو الذي وَضَعَها وصاغَها على هذا الأسْلُوب الرائقِ البديعِ في مَبانيه ومَعانيه ، المُعجِزِ الرائعِ في حُجَجِهِ البالِغةِ وأدلّتِهِ الدامِغةِ ؛ أليسَ بإمكانه ـ وهُوَ مَنْ هُوَ ـ أنْ يجنحَ إلى طريقة ـ التجريد ـ ويجعلَ من نَفْسِهِ نَفْسَيْنِ : إحداهُما : ذاتُ نفسهِ القُدْسيّةِ المُمَثّلِةِ لِلطَرَفِ الشيعيّ ، والأخْرَى : نَفْس عالِم آخَرَ مُمَثِّل لِلطَرَفِ السُّنّيّ ، ثُمَّ يصوغ مادّة الحِوارِبينَهما سُؤالاً وجَواباً ، شُبْهَةً ورَدّاً للشُبْهَةِ ، وهكذا إلى آخِرِ الشوطِ ، وحيئنذ يستغني عن أنْ يركبَ (الصعبَ والذَلُولَ). أو يتجشّم معاطب العواقب المُفْضِيَةِ إلى سُوء المُنقَلَبِ ـ والعياذُ بِاللهِ ـ من جهةِ عدمِ الأمانة والإخلال بأمور الشرع الشريف الرادعة عن الافتراء والبُهتان.
وما حاجَتُهُ إلى تكلّف هذا الأمر؟ وفي مُخَيَّلَتِه صورةٌ كاملةٌ وارتساماتٌ تامّةٌ عن فَحْوى هذه المواضع جملةً وتفصيلاً ، مع وُجُودِ المُقْتَضِي إلى إظهارها والإصحار بها انتصاراً للحقّ ودَحْضاً للباطلِ ، وعدمُ المانِعِ مِن عَرْضها على طريقة (الْفَنْقَلة).
وله ـ حينئذ ـ في اجتباءِ هذا المنهجِ وسلوك هذا الصراط الأبلجِ ، سَلَفٌ لاتغمزُ قُناهم من أعلام الفريقين!!
ومن عجيب أمر هؤلاء الُمجْلِبِين بِالطّاماتِ والأفائِك على سيّد عُلماء