العِترةِ الطاهرةِ الإمام شرف الدين : أنّهم (يُطبّلون ويُزمّرون) للدعاية إلى ما باءَبإثْمِه وسوّدَ به صحيفةَ أعمالهِ شيخُهمْ ومُقتداهُمْ في النَصْبِ والانحرافِ عن آلِ محمّد (صلى الله عليه وآله) الشيخُ عبدُالله السُوَيْدِيّ من كتابة ما سمّاه بـ : (الحُجَج القطعيّة) الذي طُبِعَ قسْمٌ منه في السنين الأخيرة بعنوان (مؤتَمَر النَجَف) وقدّم لهُ وعلّق عليه الناصبيّ الأفّاكُ عدوُّ الدين الألْكَنُ المسمّى ضلةً بـ : (مُحِبّ الدين الخطيب) وتكرّر طبعُه وتوزيعُه في كثير من بِلاد الإسلام مَجّاناً ، وادّعى فيه السُوَيْديّ ظُهُورَهُ على خَصْمِهِ في المُناظرة المُلاّ عليّ باشي ، وانقطاع الأخير عن مُجاراته ، مع كون ما أورده السُوَيْديّ ممّا لاتقومُ بهِ حُجّةٌ ولا ينهضُ بهِ دليلٌ ، وقد صوّر المُلاّ عليّاً باشي بِصُورة (الجاهِلِ المركّب) فما أنْ يُدلي بِدليل حتّى ينبَرِي لهُ السُوَيْدىُّ والتسليم لادلّته من (أوّل الطريق) وكأنّه جاءَ ليمثّل دورَ العاجزِ المغلوبِ على أمرهِ في (مسرحيّة) أتْقَنَ حَبْكَهاواختارَ شخوصها ذلك (السُوَيْدِيّ) ليَعلِنَ بعدَ إسدال السِتار والإيذان بانتهائها أنّه أرغمَ عُلماء الشيعة بقوّة أدلّته؟! على الإذعانِ والاعترافِ بِصحّة مذهبهِ وبُطلانِ مذهبهم؟!!!
هكذا بِجَرّةِ قَلَم ـ كما يقولُ المثلُ ـ معَ أنَّ في ما رواهُ السُوَيْدِيّ من وقائع تلك الُمحاجّات الكثيرَ من التزيُّدِ والافتئاتِ والخروجِ عن الموضوعيّة ، ولكن كلّ ما سَطّرهُ السُوَيْدِيّ في تلك الرِسالة ـ هو صحيحٌ عند القوم(١) ـ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لا لشيء إلاّ لأنّه
__________________
(١) راجع ما أجاب به الإمام شرف الدين الشيخ سليماً البشري من انّ تخصيص العام لايُخرجه عن الحجّية في الباقي إذا لم يكن المخصّص مُجملاً ولا سيما إذا كان مُتصلاً وقدجاء الجواب مشفوعاً بالشواهد التي لا يمكن ردُّها (المراجعة ٣٠). وفيه ردٌّ كاف شاف على السويدي الذي اطلق القول بعدم حُجيّة العام المخصوص في مناظرته المزعومة مع المُلا علي اكبر باشي. كما نجد نحواً من هذا الجواب في ترجمة الملا باشي المذكورمن (اعيان الشيعة) للسيد الأمين العاملي.