مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي القدرة والجلال ، والرفعة والكمال ، الذي عمّ عباده بالفضل والإحسان ، وميّزهم بالعقول والأذهان ، وشرّفهم بالعلوم ، ومكّن لهم الدليل والبرهان ، وهداهم إلى معرفة الحقّ والصواب ، بما نزّل من الوحي والكتاب ، الذي جاء به أفضل أُولي العزم الكرام ، مولانا وسيّدنا محمّدبن عبد الله خاتم النبيّين وأشرف العالمين صلّى الله عليه وعلى الأطائب من عترته ، ذوي الفضائل والمناقب ، حجج الله على كافّة المسلمين ، الهادين المهديّين ، الذين يهدون بالحقّ وبه يعدلون.
أخبرنا النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بافتراق أمّته من بعده ثلاث وسبعون فرقة إثنتانوسبعون في النار وواحدة ناجية ، وهذا من إعجازه (صلى الله عليه وآله) وإخباره بالمغيّبات ، كما أخبرنا عن أمور كثيرة جدّاً ، منها سرعان ما تحقّق حدوثه بعدوفاته (صلى الله عليه وآله) كانقلاب الأمّة على أهل البيت عليهمالسلام ، هكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)مخاطباً أمير المؤمنين عليهالسلام ، «إذا متُّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك ويمنعونك حقّك»(١). وأمثال هذا الحديث
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢/٧٢/٣٠٣.