روى الفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري المتوفّى سنة ٢٦٠ هـ في كتابه الإيضاح :
«عن حذيفة بن اليمان ، عن سلمان أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : (ستفترق أمّتي على ثلاث فرق : فرقة منها على الحقّ ، لا ينتقص الباطل منها شيئاً ، يحبّونيويحبّون أهل بيتي ، مثلهم مثل الذهبة الحمراء ، كلّما أوقد عليها صاحبها لم تزدد إلاّ خيراً.
وفرقة منها على الباطل ، لا ينتقص الحقّ منها شيئاً ، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي ، مثلهم مثل الحديدة كلّما أوقد عليها صاحبها لم تزدد إلاّشرّاً.
وفرقة مذبذبة فيما بين هؤلاء وهؤلاء على ملّة السامري تقول : لا مساس ، إمامهم عبدالله بن قيس)»(١).
وروى أبو النضر محمّد بن مسعود العيّاشي من علماء القرن الثالث الهجري في كتابه التفسير :
«عن أبي الصهباء (الصهبان) البكري قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى ، فقال : (إنّي سائلكما عن أمروأنا أعلم به منكما فلا تكتماني) ثمّ دعا أسقف النصارى فقال : (أنشدك بالذي أنزل الإنجيل على عيسى وجعل على رجله البركة ، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ، وأزال ألم العين ، وأحيى الميّت ، وصنع لكم من الطين طيوراً ، وأنبأكم بما تأكلون وما تدّخرون) فقال : دون هذا صدق.
فقال عليّ عليهالسلام : (بِكَم افترقت بنو إسرائيل بعد عيسى؟) فقال : لا
__________________
(١) الإيضاح : ٦١ ـ ٦٢. وأورده سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام٢/٩٨/٥٨٥باختلاف يسير.