به في كتبهم ، وهذه العلّة تقتضي عدم إمامة الحسنين عليهماالسلام في وقت قعودهماعن جهاد معاوية ، وهم لا يقولون بذلك ، هذا خلف.
السابعة : من أوضح ما يبطل مذهب الزيدية الأخبار المستفيضة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) بل المتواترة لفظاً أو معنىً ، الناطقة بأنّ الأئمّة إثنا عشر ، فإنّ أئمّتهم لاتنحصر بعدّ ولا تنتهي إلى حدّ ، ولنذكر جملة من تلك الأخبار :
فمنها : ما رواه البخاري في صحيحه في الجزء الثالث من أجزاء ثمانية : «بإسناده إلى جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : (يكون من بعدي إثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها ، قال أبي : إنّه قال : (كلّهم من قريش)(١).
ومنها : ما رواه البخاري أيضاً في صحيحه «بإسناده إلى ابن عيينة ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلا) ثمّ تكلّم النبيّ (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت عليَّ فسألت ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال : (كلّهم من قريش)(٢).
__________________
(١) صحيح البخاري٩/ ١٠١ ، كتاب الأحكام باب الاستخلاف ، وفيه : يكون إثنا ... ، وأورده ابن الجعد في المسند : ٣٩٠ / ٢٦٦٠ ، وأحمد في المسند٦/ ٩٩ / ٢٠٣٥٩ ، الترمذي في الجامع الكبير (السنن) ٤/ ٨٠ / ٢٢٢٣ ، باختلاف يسير ، الطبراني في المعجم الكبير٢ /٢١٤ / ١٨٧٥ ، بأسانيدهم عن جابر بن سمرة.
وأورده من علمائنا الصدوق في الأمالي : ٣٨٧ / ٨ ، وكمال الدين : ٢٧٢ / ١٩ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ١/ ٥٤ / ١٢ ، والخصال : ٤٦٩ / ١٥ ، الخزّاز في كفاية الأثر : ٤٩ /باب ما جاء عن جابر بن سمرة ، النعماني في كتاب الغيبة : ١٢٢ / ١١ ، ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب١/ ٣٥٣ / فصل ما روته العامّة ، ابن البطريق في العمدة : ٤١٦ /٨٥٦ ، و ٤١٩ / ٨٧١ ، ابن طاووس في الطرائف ١/ ٢٥٠ / ٢٦٠ ، الإربلي في كشف الغمّة١ / ١١٦ ، عن الجمع بين الصحيحين ، والكلّ بأسانيدهم عن جابر بن سمرة.
(٢) لم نعثر عليه في صحيح البخاري في الطبعات المتوفّرة لدينا ، ونقله عنه ابن كثير