التِّيمِيَّ).
وَلَمْ يَنْقُل عَنْ أَحَد الْقَوْلَ بِتَشَيُّعِهِ ، سوى ما رَواهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُوْلُ لِعَليٍّ عليهالسلام «أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنيا وَآلاخِرَةِ»(١).
وَإذا كانَ هذا مَدْرَكَ السيّدِ في نِسْبَتهِ إلى التشيُّعِ؟!
ففيهِ : أَنَّ غَيْرَهُ مِنَ الرُّواةِ الثابِتِ عَدَمُ تشيُّعُهِم رَوَوْا أَكْثَرَ مِنْ هذا في فَضْلِ عَلِيٍّ عليهالسلام وَسائِرِ العِتْرة النبويّة.
كَما أنّ كَوْنَهُ كُوْفِيّاً لا يَلْزَمُ مِنْهُ القَطْعُ بِكَوْنِهِ شُيْعيّاً ، لِما مَرَّتْ الإشارَةُ إليْهِ.
وَالدَّليلُ إذا تَطَرَّقَ إلَيْهِ الاحْتمالُ ؛ سَقَطَ الاستدلالُ بِهِ.
تشيُّع الحَكَم بن عُتَيْبَةَ :
وذكرَ السيّدُ : (الحَكَمَ بن عُتَيْبَةَ) ، الُمحَدّثَ الكَبِيْرَ المَشْهُورَ ، على أنّهُ مِن الشِيْعَةِ ، اعْتِماداً على ما انْفَرَدَ ابنُ قُتَيْبةَ بالقولِ بِهِ فِي (مَعارِفِهِ)(٢).
مَعَ أنّ الرَجُلَ مِن أَعْلامِ الجُمْهُورِ وكِبارِ مُحَدِّثِيْهِمْ ، ورُبّما غَمَزَ بَعْضَ أَوْلِياءِآلِ مُحِمَّد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَيْهِمْ بالغلو كما نقله الذهبيّ في (ميزانه) عنه أنه قال : «كان يحيى ابن الجزار يغلو في التشيّع»(٣).
ويحيى ابن الجزار من أصحاب مولانا الإمام أمير المؤمِنين عليهالسلام.
ومع كون الحَكَمَ بن عُتَيْبَةَ من كبار المحدّثين وجهابذة الأعلام المرجوع إليهم في الجرح والتعديل لم يذكره أعلام الشيعة على أنّه منهم.
فالحَكَمَ المذكورُ معَ ما أَلْمَعْنا إليهِ مِن أَحوالِهِ لا يُمْكِنُ القولُ بِتَشَيُّعِهِ ،
__________________
(١) المراجعات : ١١٦.
(٢) المراجعات : ١٢١ ، المعارف : ٤٦٤.
(٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٧ / ٩٤٧٧.