موجود بين أيدينا ؛ لأنّ هناك الكثير من الحلقات المفقودة عن حياته.
ويبدو أنّه تلقّى تعليمه في جبل عامل ، ومن ثمّ انتقل بعد ذلك إلى مكّة ليصبح علماً من أعلامها الكبار تشدّ له الرحال للنهل ؛ من علومه ومعارفه(١).
ثانياً : علميته ، أساتذته ، تلامذته ، مؤلّفاته ، وفاته :
علميّته :
يعدّ السيّد محمّد بن حيدر العاملي المكّي من أعلام المذهب الإمامي الذين أسهموا في رفد هذا الفكر بمختلف صنوف المعرفة.
ويمكن الوقوف بصورة دقيقة على مسيرة حياة هذا الرجل العلمية ، وذلك عند قراءة أقوال العلماء في حقّه ، أضف إلى ذلك ما خلّف من مصنّفات في مختلف العلوم.
فيقول في حقّه الحرّ العاملي : «فاضل ، عالم ، مدقّق ، من المعاصرين ، ماهرفي أكثر العلوم العقليّات والنقليّات»(٢).
أمّا الشيخ يوسف البحراني فيقول عنه : «وكان هذا السيّد فاضلاً ، محقّقاً ، مدقّقاً ، حسن التعبير والتقرير ، وقفت له على كتاب في آيات القرآن(٣) من تصانيفه ، فإذا هو يشهد بسعة باعه ، ووفور اطّلاعه على مذاهب العامّة والخاصّة وتحقيق أقوالهم ، سلك في الكتاب مسلكاً غريباً
__________________
(١) نزهة الجليس ١/١٤١ ، تكملة أمل الآمل : ٣٥٩.
(٢) أمل الآمل ١/١٦٠.
(٣) وهو إشارة إلى كتابه في تفسير القرآن إيناس سلطان المؤمنين باقتباس علوم الدين من النبراس المعجز المبين.