الأمثال ، ومجتهد رحلة إلى بابه تشدّ الرحال ، وبليغ تفرّد بالبلاغة ، وأديب ألمعيٌّ صاغ النظم والنثر أحسن صياغه ، حاز العلوم والشرف الباهر ، وورث الفخار كابراً عن كابر ، له التصانيف العديدة المشهورة المفيدة ... كان رحمهالله بمكّة المشرّفة كالبيت العتيق يقصده الطلاّب من كلّ فجٍّ عميق ، ومازال مقيماً في أسمى ذروة الشرف والفضل والجاه ، إلى أن دعاه إلى قربه ملك الملوك فأجابه ولبّاه»(١).
وفي الوقت ذاته يعدّ مترجمنا شاعراً من الطراز الأوّل ، له ديوان شعر يطلق عليه اسم تنبيه وسن العين في المفاخرة بين بني السبطين ، وذكر بعض من ترجم له نماذج من شعره.
فمن شعره قوله(٢) :
لولا محيّاك الجميل المصون |
|
مابتّ تجري من عيوني عيون |
ولا عرفت السقم لولا الهوى |
|
ولا تباريح الأسى والشجون |
كم وقفة لي في طلول الحمى |
|
روى ثراها صوب دمعي الهتون |
ياربع خير لاجفاك الحيا |
|
ولهان لايعرف غمض الجفون |
هل كنت مغنى للغزال الذي |
|
إليه أصبو والتصابي فنون |
وقوله مؤرّخاً ولادة الشريف بركات بن شبير(٣) :
منح الله شبيراً ذا العلا |
|
وافداً بالبشر والأفراح عمّا |
خير نجل سُرّ في مولده |
|
بركات قارنته اسما ورسما |
دام في ظلّ أبيه سيّداً |
|
سنداً لا يختشي راجيه هضما |
__________________
(١) نزهة الجليس ١/١٣٩ ـ ١٤٠.
(٢) نزهة الجليس ١/١٤١ ، أعيان الشيعة ٤٤/٣١٩.
(٣) نزهة الجليس ١/١٤١ ، أعيان الشيعة ٤٤/٣٢٠.