حداد ، والله لتذلّنّ العرب ذلّ البهم لحاضنها ، ولقد كان أبي يقرأ الكتب جميعاًولقد قال : إنّ من صلبي نبيّاً ولوددت أنّي أدركت ذلك الزمان فآمنت به فمن أدركه من ولدي فيؤمن به ، ثمّ ذكر صفة إظهار النبيّ (صلى الله عليه وآله) للرسالة عقيب كلام أبي طالب قول»(١).
وهذا صريح في تصديقه النبيّ (صلى الله عليه وآله) وحقٌّ عظيم له على الإسلام من حيث تقوية النبيّ على إظهار الدعوة ووعده بالنصرة ، ولو لم يكن إلاّ الحديث هذا لكفى.
ومن الكتاب المذكور بإسناده إلى محمّد بن إسحاق(٢) ، عن(٣) عبدالله بن المغيرة بن معقب(٤) قال : «فقد أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فظنّ أنّ بعض قريش اغتاله فقتله ، فبعث إلى بني هاشم فقال : يا بني هاشم إنّ بعض قريش اغتال محمّداً فقتله ، فليأخذ كلّ واحد منكم حديدة وليجلس عظيم من عظماء قريش ، فإذا قلت : أبغي محمّداً ؛ قتل كلّ رجل منكم الذي إلى
__________________
(١) نقلاً عن : الطرائف ١/٣٠٢ ـ ٣٠٣ ، بحار الأنوار ٣٥/١٤٧ ـ ١٤٨ ، الغدير ٧/٢٤٨ ، الأربعين للقمّي : ٤٨٩ ـ ٤٩٠.
(٢) محمّد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني ، أبو بكر ، الإمام الحافظ مصنّف المغازي مولى قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبدمناف رأى أنس بن مالك ، وحدّث عن أبيه ، وعمّه موسى ، وآخرون ، وكان أحد أوعية العلم حبراً في معرفة المغازي والسير.
انظر : تذكرة الحفاظ ١/١٧٢ ـ ١٧٣ ، طبقات الحفّاظ ١/٨٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١/١٣٩ ، جامع التحصيل ١/١٠٩.
(٣) وردت في نصّ نسخة المخطوطة (بن) والأصوب ما ذكر في المتن وذكرته المصادر.
(٤) وردت في نصّ نسخة المخطوطة (مصعب) والأصوب ما ذكر في المتن وذكرته المصادر. ولم نعثر له على ترجمة.