منصور(١) ، عن إبراهيم(٢) ، عن أبيه ، عن أبي ذرّ الغفاري قال : والله الذي لا إله إلاّهو ما مات أبو طالب حتّى آمن بلسان الحبشة قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا محمّد ، أتفقه لسان الحبشة؟ قال : يا عمّ ، إنّ الله علّمني كلّ لسان ، قال : يا محمّد ، اسدن لمصافا (٣) قاطالاها يعني أشهد مخلصاً لا إله إلا الله ، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقال : إنّ الله قد أقرّ عيني بأبي طالب»(٤).
أقول : وفي هذه الأحاديث دلالة صريحة على أنّ أبا طالب كان يكتم
__________________
هـ ، وخرج منها عام ١٤٤ هـ فسكن مكّة والمدينة ، فطلبه المهدي العبّاسي فتوارى وانتقل إلى البصرة ، فمات فيها مستخفياً عام ١٦١ هـ ، ويعدّ من الحفّاظ المتقنين ، والفقهاء في الدين ممّن لزم الحديث والفقه ، له مصنّفات في الحديث منها : الجامع الكبير ، الجامع الصغير. انظر : التاريخ الكبير للبخاري ٤/٩٤ ـ ٩٥ ، مشاهير علماء الأمصار١/١٦٩ ، جامع التحصيل ١/١٨٦ ، رجال مسلم ١/٢٨٢ ـ ٢٨٤ ، تهذيب الكمال ١١/١٥٤ ـ ١٥٦.
(١) منصور بن المعتمر بن عبدالله بن ربيعة السلمي الكوفي ، أبو عتّاب ، وكان من حفاظوفقهاء أهل الكوفة ، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث ، تولّى قضاء الكوفة مكرهاً ، وتوفّي بالمدينة عام ١٣٢ هـ. انظر : مشاهير علماء الأمصار ١/١٦٦ ، شذرات الذهب ١/١٨٩ ، الطبقات الكبرى ٦/٣٣٧ ، صفوة الصفوة ٣/١١٢ ـ ١١٣.
(٢) إبراهيم بن يزيد بن عمروالنخعي الكوفي ، أبو عمران ، ولد عام٥٠ هـ ، وكان مفتي الكوفة هو والشعبي في زمانهما ، توارى من الحجّاج وكان لا يصلّي في جماعة مخافة منه ، ومات سنة خمس أو ست وتسعين ، وهو متوار من الحجّاج ، ودفن ليلاً. انظر : التاريخ الكبير للبخاري ١/٣٣٣ ، مولد العلماء ووفياتهم ١/٢٢٦ ، معرفة الثقات للعجلي١/٢٠٩ ، المتوارين ١/٤٩ ، مشاهير علماء الأمصار ١/١٠١ ، الطبقات الكبرى٦/٢٧٠ ـ ٢٨٤.
(٣) وردت في نصّ نسخة المخطوطة (ملصاقا) والأصوب ماذكر في المتن.
(٤) لم نعثر على هذه الرواية عند ابن شهرآشوب في كتابه المناقب ، لكن ذكرها الشيخ المجلسي نقلاً عن ابن شهرآشوب ، بحار الأنوار ٣٥/٧٨.