فصل
مواقف أبي طالب مع الرسول
وفي كتاب قصص الأنبياء للراوندي قال : «وفي صحيح البخاري : عن عبدالله (بن مسعود)(١) قال : بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجد وحوله أناس من قريش ومعهم سلى(٢) بعير ، فقالوا : من يأخذ هذا فيقذفه على ظهره؟ فجاء عقبة بن أبي معيط(٣) فقذفه على ظهر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره ، ودعت على من صنع ذلك. قال عبدالله : فما رأيت رسول الله دعا عليهم إلاّ يومئذ ، قال : اللهمَّ عليك بالملأ من قريش ، قال عبدالله : فرأيتهم قتل وايوم بدر وألقوا في القليب(٤)(٥).
__________________
(١) غير موجودة في أصل نسخة المخطوطة.
(٢) السلى : الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه ، وقيل : هو في الماشية السلى ، وفي الناس المشيمة. لسان العرب ١٤/٣٩٦.
(٣) عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية ، وكان شديد الأذى على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
وأصحابه ، فأسروه يوم بدر فقتلوه. انظر : تاريخ الطبري ٢/٣٢ ، الأم ٤/٢٣٨ ، الإكمال٧/٢٠٨ ، المقتنى ٢/١٤٠.
(٤) القليب : من أسماء البئر. مختار الصحاح ص٢٢٨.
وهو إشارة إلى قتلى مشركي قريش في معركة بدر. وذكر ابن عبدالبرّ هذه الحادثة بقوله : «وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، ثمّ أمر رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) بقتلى المشركين فسحبوا إلى القليب ورموا فيه وضمّ عليهم التراب ، ثمّ وقف عليهم فناداهم هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّاً؟! فإنّي قد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً ، فقيل له : يا رسول الله ، تنادي أقواماً أمواتاً قد جيفوا فقال : ماأنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون» ، الدرر ١/١٠٦.
(٥) قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢١ ، صحيح البخاري ٣/١١٦٣ ، صحيح مسلم