الحسين الأطرابلسي(١) الشاعر (المتوفّى سنة ٥٤٨ هـ)(٢) ما نصّه : «كان كثير التردّد إلى حلب والإقامة بها ، وبها مات ومدح ملوكها وأمراءها ورؤساءها وكان شاعراً مجيداً حسن النظم .... روى عنه الأمير أبو الفضل إسماعيل بن سلطان بن منقذ ، وأبو عبدالله الحسن بن عليّ بن عبدالله بن أبي جرادة ، والخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن هاشم ، وأبوالقاسم عيسى بن أحمد المعروف بالحنيك وكان راوية شعره ، وابنه الوجيه بن الحنيك ، وعليّ بن الحكم الحلبي ... أخبرنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمّد قال : أخبرنا عليّ بن الحسن قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن أحمد الحميري الكاتب
__________________
(١) بغية الطلب في تاريخ حلب ٣/١١٥٥. وقد وصفه بكلمات مقذعة فيما يتعلّق بتشيّعه حيث قال : أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن قال : أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرفاء ، كان أبو منير منشداً ينشد أشعارالعوني في أسواق أطرابلس ويغنِّي ، ونشأ أبو الحسين وحفظ القرآن وتعلّم اللغةوالأدب ، وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها ، وكان رافضيّاً خبيثاً ، يعتقد مذهب الإمامية وكان هجّاء خبيث اللسان يكثر الفحش في شعره ، ويستعمل فيه الألفاظ العامّية ، فلمّا كثرالهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق في السجن مدّة وعزم على قطع لسانه ، فاستوهبه يوسف بن فيروز (٧٥ ـ ظ) الحاجب جرمه ، فوهبه له ، وأمر بنفيه من دمشق ، فلمّا ولي ابنه إسماعيل بن بوري عاد إلى دمشق ، ثمّ تغيّر عليه اسماعيل لشيءبلغه عنه فطلبه ، وأراد صلبه ، فهرب واختفى في مسجد الوزير أيّاماً ، ثمّ خرج عن دمشق ولحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماة إلى شيزر ، وإلى حلب ، ثمّ قدم دمشق آخر قدمة في صحبة الملك العادل لمّا حاصر دمشق الحصر الثاني ، فلمّا استقرّ الصلح دخل البلد ، ورجع مع العسكر إلى حلب فمات ، رأيته غير مرّة ولم أسمع منه.
(٢) والطرابلسي مولود سنة ٤٧٣ هـ ومتوفّى سنة ٥٤٨ هـ.