وقد عقدنا هذه الدراسة المختصرة ضمن عدّة محاور :
المحور الأوّل : المنزلة العلمية للإمام عليّ عليهالسلام.
ونحن عندما نكون بصدد دراسة ومعالجة تراث الإمام عليّ عليهالسلام الفقهي لابدّ وأن نمتلك صورة عن منزلته العلمية وما كان يتحلّى به من كفاءة عالية فذّة. وإليك بعض الوثائق والمستندات بهذا الشأن والتي تعكس لنا صورة عن مكانة الإمام عليّ عليهالسلام العلمية بصورة إجمالية :
أوّلاً : مرجعية أهل البيت عليهمالسلام العلمية.
لقد وردت الأحاديث الكثيرة بل المتواترة في بيان مرجعية أهل البيت عليهمالسلام بشكل عام في الأحكام الشرعية وأعلميتهم بكتاب الله وسنّة نبيه (صلى الله عليه وآله) ، منها :
١ ـ حديث الثقلين المعروف الذي رواه ما يربو على بضع وعشرين صحابيّاً(١) ، وقد ذُكر بألفاظ مختلفة ، فقد أخرج الترمذي بإسناده عن جابر ابن عبد الله قال : «رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيّها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(٢) ، وروي قوله (صلى الله عليه وآله) : «لا تَقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»(٣).
٢ ـ حديث السفينة الذي رواه عدد غفير يربو على المئة ، فقد أخرج الحاكم النيسابوري بسنده عن حنش قال : «سمعت أبا ذرّ يقول وهو آخذ
__________________
(١) انظر : الغدير ٣/١١٨.
(٢) صحيح الترمذي ٥/٦٢١.
(٣) جواهر العقدين في فضل الشرفين ١/٩٣.