منسوب احتمال الخطأ في عملية التدوين ، بل قد تجعل من القيمة الاحتمالية للاشتباه في السماع أو الفهم أو الخطأ من قِبل الكاتب تهبط إلى الصفر.
ومن الواضح أنّ الإمام عليّ عليهالسلام كان ذا ثقافة واسعة ، وكان متميّزاً على أقرانه بحدّة ذكائه ومكانته العلمية المرموقة ، وكان يتمتّع بخبرة شرعية فذّة ، وهذا ما يدعو إلى الثقة العالية بمدوّناته عليهالسلام ويوجب الثقة بخلوّها من الأخطاء والاشتباهات.
٢ ـ طبيعة الظروف القياسية والمناسبة التي كتبت فيها تلك المدوّنات ؛ حيث جوّ الهدوء والاستقرار وصفاء البال والقرب من القائل (صلى الله عليه وآله)مكاناً ؛ إذ أنّ للظروف والأجواء تأثيراً على مستوى الدقّة في عملية التدوين سلباً وإيجاباً ، فإن تمّ التدوين في فضاء قلق ومشوّش ارتفع احتمال الخطأ فيما يدوّن وقلّت الثقة بدقّته ، فربّ لفظة يشتبه الكاتب في سماعها أو يشتبه في كتابتها بسبب الارتباك ، بخلاف ما لو تمّ التدوين في فضاءهادئ ضعف احتمال الخطأ وازدادت الثقة بعملية الضبط ، وأيضاً لا ريب في أنّ انفراد الكاتب والمملي وعدم تداخل الكلام المملَى مع كلام آخر واستجماع الحواسّ وتمركز الذهن كلّ ذلك يضاعف من درجة الاطمئنان بما يُكتب إلى حدّ لايدع أيّ مجال لاحتمال الغفلة أو عدم الدقّة والخلط في عملية التدوين هذه.
٣ ـ الكيفية النموذجية لعملية التدوين ؛ لكونها حصلت بالسماع المباشرمن المتكلّم ـ النبيّ (صلى الله عليه وآله) ـ دون توسّط راو ولا ناقل ، ودون وقوع أيّ فاصل زماني بين صدور الحديث وعملية تدوينه ممّا يجنّب الكاتب من حالات الاشتباه في كتابة المعنى الذي سمعه ويوفّر أمامه فرصة الدقّة في