٦ ـ كون تدوين هذه الأحاديث إنّما كان امتثالاً لأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) بذلك ، وهذا ما يعبّر عن شدّة اهتمام النبيّ (صلى الله عليه وآله) بها ، وذلك يدلّ على أهمّية تلك الأحاديث في نفسها ، فهي أحاديث مختارة ومنتخبة من قِبل النبيّ (صلى الله عليه وآله)ذاته ، ومن هنا نرى إصراره (صلى الله عليه وآله) على تدوينها ، فإنّه كان يهدف إلى تسجيل وثيقة هامّة ترتبط ببرنامجه الرسالي وخطّته النبوية وقراءته لمستقبل دينه واُمّته وما كان يستلزم ذلك من تدابير وتحضيرات. وبطبيعة الحال فإنّ هذا كان يدعو النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى الإشراف الدقيق على عملية التدوين والعناية بها ومراقبتها عن كثب.
ولاشكّ بأنّ هذه الامتيازات التي تمتّعت بها هذه الأحاديث النبوية العلوية لتُعطي هذه الأحاديث امتيازاً فريداً وقيمة علمية ووثائقية خاصّة لا نكادنجدها في غيرها من الأحاديث.
المحور الرابع : أسماء وصفات مدوّنات الإمام عليّ عليهالسلام العلمية.
طبقاً لما بين أيدينا من وثائق أنّه كانت للإمام عليّ عليهالسلام عدّة مدوّنات تحمل أسماء عديدة ، وتوخّياً للدقة وحفظاً للأمانة سنُفرد كلّ اسم وعنوان وصفة على حدة ، وإليك هذه الأسماء والعناوين والصفات كما يلي :
١ ـ الجامعة :
وكان يضمّ مجموعة كبيرة من الأحاديث ، وكما يستشفّ من اسمه وكذلك من الروايات الواصفة له أنّه كان كتاباً جامعاً وشاملاً لجميع الأبواب والأحكام الفقهية ، وهي كثيرة :
منها ما رواه أبو بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «سمعته يقول وذكر ابن شبرمة فقال أبو عبدالله عليهالسلام : أين هو من الجامعة ، إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّه عليّ عليهالسلام بيده ، فيها الحلال والحرام حتّى أرش