وقد يقال : إنّه يحتمل كون بعض هذه المدوّنات حاوية لآراء عليّ عليهالسلامالخاصّة في مختلف الأحكام الفقهية ، فلا مانع من تعدّدها من ناحية ، ومن ناحية اُخرى من افتراض مغايرتها للكتاب الذي أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليه عليهالسلام ، وحينئذ لا يتمّ هذا الوجه.
والجواب : عدم صحّة هذا البيان ؛ وذلك :
١ ـ إنّ هذا الافتراض يتنافى مع ما ورد في النصوص من كون اشتمال الصحيفة على ما أملاه النبيّ (صلى الله عليه وآله) على الإمام عليّ عليهالسلام فقط ، بل ورد وصفهما بوصف واحد وبعبارات واحدة.
٢ ـ إنّ الإمام عليّ عليهالسلام معروف بأنّه كان نصوصيَّ المسلك ، وكان متمسّكاً ومتعبّداً بالكتاب والسنّة النبويّة إلى أقصى حدّ ، بل كان يعيب على من انتهج مسلك القول بالرأي ؛ لعدم حاجة عليّ عليهالسلام إلى القول بالرأي ما دام يمتلك تلك الثروة النصوصية النبويّة الهائلة المتلقّاة مباشرة من النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، والتي هي معين لاينضب ، وقد أمدّت الإمام عليّ عليهالسلام بالعلم الجمّ الذي يفتقده الآخرون من الصحابة الأجلاء.
وكان ضمن هذا الكتاب صحيفة الفرائض التي كثيراً ما كان الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام ومن ولد الإمام عليّ عليهالسلام يرجعون إليها ، وسيأتي نقل كثير من رواياتها.
وهذه من أهمّ الوثائق التي حفظت لنا تراث الإمام عليّ عليهالسلام في الفقه بصورة عامّة ، وفي باب الإرث خاصّة ، وإن لم يقتصر عليها.
نتيجة البحث :
إنّ الذي يظهر من التأمّل فيما أوردناه من نقول وغيرها ممّا لم ننقله هنا : أنّ صحيفة عليّ عليهالسلام في الفرائض ليست كتاباً مستقلاًّ عن الجامعة ، بل