عليّ عليهالسلام عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وجاء في آخره : «قال محمّد بن زكريّا الغلابي : سألت عن طول هذا الحديث شعيباً المزني ، فقال لي : يا أبا عبدالله سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث ، فقال : حدّثني جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : إنّه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام»(١).
ولعلّ تسمية الصحيفة بصحيفة الفرائض كانت في مقابل أحاديث المواعظ والنصائح النبويّة التي كتبت في صحائف اُخرى.
ومن ذلك يتضح أنّ كتاب الإمام عليّ عليهالسلام كان مبوّباً موضوعياً ومنظّماً بحسب المجالات التي تناولها بشكل منهجي ، فكلّ مجال خصّص له صحيفة واحدة أو عدّة صحائف مستقلّة.
والنتيجة التي ننتهي إليها : إنّ لعلي عليهالسلام كتاباً واحداً جامعاً في الأحكام ، فإمّا أن يكون له اسمان أو أكثر ، فيطلق عليه أحياناً : الجامعة ، وأحياناً : كتاب عليّ ، وأحياناً اُخرى : صحيفة الفرائض أو الصحيفة أو المصحف. وكلّ إطلاق بلحاظ حيثية معيّنة.
وإمّا أن تكون هذه الصحيفة هي جزء من ذلك الكتاب ، كما هو الأرجح في نظري القاصر ، والله أعلم بحقيقة الحال.
وتجدر الإشارة إنّنا بهذا البيان لا نريد أن ننفي وجود صحف اُخرى لعليٍّ عليهالسلام بمسكن ، فحدّثنا إنّ عليّاً عليهالسلام ورث من رسول الله (صلى الله عليه وآله) السيف ، وبعض يقول البغلة ، وبعض يقول ورث صحيفة في حمائل السيف إذ خرج عليّ عليهالسلام ونحن في حديثه ، فقال : أيم الله لو أنبسط [أنشط] ويؤذن
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٥١٨ ، المجلس السادس والستون.